علقت السلطات الروسية حركة السيارات على جسر القرم صباح الأربعاء، وهو إجراء تتخذه غالبًا بسبب هجمات بالطائرات المسيّرة أو الصواريخ التي تشنها أوكرانيا، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".
جاء ذلك في وقت ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت طائرة مسيّرة فوق منطقة كورسك في حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، فيما أعلن الرئيس الروسي السابق ديميتري مدفيديف أن بلاده جندت 325 ألف شخص منذ بداية العام.
ويأتي ذلك أيضًا بعد أن قصفت روسيا بنية تحتية للموانئ وصوامع للحبوب في أوكرانيا، أمس الثلاثاء، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين، أكدوا أيضًا على تحقيق تقدم في الهجوم المضاد الذي تشنه كييف منذ ثلاثة أشهر.
"تفاصيل جيدة"
إلى ذلك، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن "تفاصيل جيدة" من الجبهة، من دون الخوض في التفاصيل.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور: "العقوبات ليست كافية. سيكون هناك أيضًا المزيد من الإجراءات الأوكرانية ضد الدولة الإرهابية. وطالما استمر العدوان الروسي، يجب أن تشعر روسيا بخسائرها".
من جهته، قال المتحدث باسم القوات في الشرق للتلفزيون الوطني، إيليا بفلاش، إن القوات الأوكرانية "أحرزت نجاحًا" في القرى القريبة من باخموت، وهي بلدة رئيسية استولت عليها القوات الروسية خلال مايو/ أيار بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ 19 شهرًا.
وقال المتحدث باسم القوات في الجنوب أولكسندر شتوبون لموقع "إسبرسو تي.في" الإخباري، إن القوات الأوكرانية تتخذ مواقع حصينة وتستعد للزحف نحو قرية فيربوف في إطار تقدمها صوب بحر آزوف. وقال شتوبون: "أعتقد أننا سنتلقى أخبارًا جيدة قريبًا".
نار في الدانوب
وألحق الهجوم الروسي الذي استهدف موانئ الدانوب أضرارًا بمبنى لنقطة تفتيش، وبمنشآت للتخزين وما يزيد عن 30 شاحنة وسيارة، فضلًا عن إصابة شخصين، وفق ما صرح أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا، التي تضم ميناءي إسماعيل وريني على نهر الدانوب.
وذكر الجيش الأوكراني أنه تم تعليق العمليات في نقطة تفتيش دولية وتجري إعادة توجيه السيارات بشكل مؤقت. وذكرت خدمة حرس الحدود الأوكرانية أن نقطة العبور هي أورليفكا على الحدود مع رومانيا. وأعلنت في وقت لاحق استئناف العمليات في نقطة التفتيش.
والهجوم الذي استمر ساعتين كان الأحدث على صوامع الحبوب ومنشآت الموانئ الأوكرانية منذ يوليو الماضي، عندما انسحبت روسيا من اتفاق حبوب كان يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود للمساهمة في تخفيف وطأة أزمة غذاء عالمية.
ومنذ ذلك الحين، تعزز أوكرانيا، وهي منتج ومصدر رئيسي عالمي للحبوب، صادراتها عبر نهر الدانوب.
استهداف المنشآت والصوامع
وقال مكتب المدعي العام: "العدو استهدف البنية التحتية للموانئ والحدود لنهر الدانوب"، ونشر صورًا لصوامع حبوب تالفة وشاحنات تشتعل فيها النيران.
وأضاف: "أصيب اثنان من سائقي الشاحنات جراء للهجوم. ولحقت أضرار بصوامع للحبوب وبمبان إدارية ومركبات شحن".
وذكر الجيش أنه أسقط 26 من بين 38 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع في الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا خلال الليل، الذي تعرضت خلاله مناطق ميكولايف وخيرسون وكيروفوهراد لهجمات كذلك، حيث ادعى مسؤولون محليون أن 12 شخصًا أصيبوا في خيرسون نتيجة عدة هجمات روسية.
وقال رئيس بلدية كريفي ريه بجنوب أوكرانيا: إن هجومًا صاروخيًا روسيًا، ألحق أضرارًا بمنشأة محلية في المنطقة. وذكر حاكم منطقة تشيركاسي أن منشأة بنية تحتية لم يحددها قُصفت هناك، فيما ذكر حاكم منطقة كورسك الروسية أن الكهرباء انقطعت عن نحو سبع تجمعات سكنية في المنطقة جراء أحدث هجوم.
مدفيديف يزور الجبهة
بموازاة ذلك، أعلن الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي، أمس الثلاثاء أنّه زار موقع تدريب عسكري في شرق أوكرانيا، مشيرًا إلى أنّ الجيش الروسي جنّد منذ بداية العام 325 ألف شخص.
وفي مقطع فيديو نُشر على شبكة "فكونتاكتي" الروسية للتواصل الاجتماعي، قال مدفيديف: "لقد زُرت موقع التدريب قرب خط الجبهة على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية بأمر من الرئيس" فلاديمير بوتين.
وأضاف أنّ زيارته التفقّدية أظهرت أنّ التدريب المقدّم في هذا الموقع "كاف" وأنّ العسكريين برهنوا عن "قوة عزيمة" و"حزم" فضلًا عن تحلّيهم بـ"روح الانتصار".
التجنيد في روسيا
ومنذ بدء الحرب، زار العديد من كبار المسؤولين الروس أوكرانيا، وفي مقدّم هؤلاء بوتين الذي قام في مارس/ آذار بزيارة مفاجئة إلى ماريوبول، المدينة التي دمّرتها الحرب في جنوب أوكرانيا، قبل أن يتوجه في أبريل/ نيسان إلى منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا.
وفي مقطع الفيديو، أعلن مدفيديف أنّ الجيش الروسي جنّد منذ مطلع العام أكثر من 325 ألف شخص، أي أكثر بـ45 ألفًا من الحصيلة السابقة التي أعلنت عنها موسكو في بداية سبتمبر/ أيلول.
وأوضح أنّه في الفترة الممتدّة بين الأول من يناير/ كانون الثاني و26 سبتمبر "تمّ قبول أكثر من 325 ألف شخص" في القوات المسلحة الروسية.
ومنذ الربيع، ينفّذ الجيش الروسي حملة تجنيد تطوعية واسعة النطاق، تواكبها إعلانات كثيرة في الشوارع وعلى الإنترنت تعد جنود المستقبل برواتب مجزية وتقديمات اجتماعية وتسهيلات مصرفية.