أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز النووية كان "مقامرة بالغة السوء"، لكنّه شدّد على أنّه "سيعزّز" موقف إيران في محادثاتها مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام.
وقال ظريف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يزور العاصمة الإيرانية طهران: "أطمئنكم بأن أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا ستوضع في منشأة نطنز في القريب العاجل". وتابع: "ظنّ الإسرائيليون أن الهجوم سيضعف يدنا في محادثات فيينا لكنه على العكس سيعزز موقفنا".
طهران "لا تريد الحرب"
وحذّر ظريف من أنّ "عمليات تخريب" وفرض "عقوبات" لن تدعم موقف الولايات المتحدة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وقال: "ليعلم الأميركيون أن لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض، وأن هذه الأعمال من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة لهم".
ووصف ظريف محادثات فيينا بـ"الجديّة والودية"، مشدّدًا على أنّ "من الضروري عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها ورفع العقوبات عن إيران". وقال: "لا نريد الحرب مع أي طرف، لكن حان الوقت لرفع الحصار عن إيران".
موسكو "تعوّل" على إنقاذ الاتفاق النووي
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي أنّ موسكو "تعوّل" على إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في حال عادت الولايات المتحدة إليه، متهمًا الاتحاد الأوروبي بتعريض المحادثات الجارية للخطر من خلال فرض عقوبات على إيران في مجال حقوق الإنسان.
وقال لافروف: "نعوّل على إمكان إنقاذ الاتفاق وعلى أن واشنطن ستعود لتطبّق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالكامل". وأكد أنّه يدعم محادثات فيينا ويرفض أي محاولة لتمديدها أو عرقلتها، مضيفًا: "ندين أي محاولات لتقويض محادثات فيينا بشأن خطة العمل المشتركة مع إيران".
وإذ أكّد أنّه بحث في إيران ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج، اعتبر أنّ العقوبات الأوروبية على مسؤولين إيرانيين "تثير تساؤلات كثيرة".
وقال: "في الاتحاد الأوروبي لا تنسيق بتاتًا، فاليد اليمنى لا تعرف ما تقوم به اليد اليسرى، هذا امر مؤسف". وتابع: "إذا كان القرار اتخِذ عمدًا في خضم محادثات فيينا الهادفة الى إنقاذ الاتفاق النووي، فهذا ليس مؤسفًا بل هو خطأ أسوأ من جريمة".
🤝 🇷🇺🇮🇷 In Tehran S.#Lavrov had a meeting with the Minister of Foreign Affairs of Iran @JZarif.#RussiaIran #Lavrov #Zarif #Diplomacy pic.twitter.com/6vCxPNXcaM
— MFA Russia 🇷🇺 (@mfa_russia) April 13, 2021
الهجوم على نطنز يتفاعل
ولا يزال الهجوم على نطنز يتفاعل إقليميًا ودوليًا، حيث نفى البيت الأبيض أيّ علاقة للولايات المتحدة بالهجوم، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تعهّده الشخصيّ بدعم أمن إسرائيل واستقرارها بوصفها جزءًا أساسًا من أمن منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إلى فتح تحقيق لتحديد المصدر الإسرائيلي الذي سرّب سلسلة الإجراءات ضدّ إيران والمنسوبة إلى إسرائيل. واعتبر غانتس أنّ هذا التسريب "مشكلة حقيقية قد تضرّ بقوة وأمن دولة إسرائيل ومصالحها".
في المقابل، أكدت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أنّ التخصيب مستمرّ في مفاعل نطنز رغم تعرّضه للهجوم.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" عن مصدر مطلع في وزارة الأمن أنّه تمّ التعرّف على هوية الشخص الذي تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.