جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، التأكيد على أنّ بلاده "لن تشعل حربًا مع أوكرانيا" إذا كان القرار متوقفًا على موسكو، مشددًا على أن موسكو تريد المسار الدبلوماسي وليس الحرب.
وخلال مقابلة موسعة مع ممثلين عن عدة وسائل إعلام بشأن السياسات الخارجية الروسية، قال لافروف: "الحرب لن تشتعل إذا توقف ذلك على روسيا، والمفاوضات مع الغرب بشأن الضمانات الأمنية لم تنته بعد، ولن نسمح لأحد بتجاهل مصالحنا".
وأضاف أنّ النقاط البناءة في الرد الغربي على "مبادرة الضمانات الأمنية" تعتمد على اقتراحات روسية سابقة.
مؤشر خطير
مراسل "العربي في موسكو محمد حسن يلفت إلى أن لافروف أراد بكلامه إرسال رسائل إلى الولايات المتحدة والغرب؛ أهمها أن روسيا لن تبدأ هي بالحرب، وأن الحوار حول المطالب الأمنية لموسكو لم ينته بعد.
وحول التصريحات المتكررة حول نية موسكو غزو أوكرانيا يقول: "هكذا تصريحات لم تصدر يومًا من روسيا بل من الإعلام الغربي الذي يستند إلى مصادر استخباراتية غربية".
بدوره، يشير مراسل "العربي" في أوكرانيا صابر أيوب إلى اتهامات كييف المستمرة لموسكو باستقدام حشود عسكرية جديدة عند حدودها.
ويكشف أن كييف قرأت المناورات الروسية البيلاروسية المشتركة في بيلاروسيا على أنها مؤشر خطير.
ويقول: إن هناك تخوفًا فعليًا في الشارع الأوكراني، رغم أن الكثيرين يعتبرون أن الحرب لن تحصل، وأن الأزمة ستُحل بشكل أو بآخر.
الحوار مع روسيا لا يزال ممكنًا
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الجمعة: إن الوضع بشأن أوكرانيا "متوتر جدًا، لكن الحوار مع روسيا لا يزال ممكنًا".
وأضاف لإذاعة "آر.تي.إل"، أن "الأمر يعود إلى (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ليحدد هل يريد التشاور أو المواجهة".
والثلاثاء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيسعى للحصول على توضيح بشأن نوايا روسيا تجاه أوكرانيا في مكالمة هاتفية مع بوتين اليوم الجمعة وسط مخاوف متزايدة من هجوم روسي على الجمهورية السوفيتية السابقة.
هجمات إلكترونية روسية محتملة
في غضون ذلك، حثت بريطانيا الشركات الكبرى اليوم الجمعة على تعزيز دفاعاتها في مواجهة هجمات إلكترونية روسية محتملة.
وطالب المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني، التابع للمخابرات البريطانية، المؤسسات الكبرى بتعزيز أمنها الإلكتروني وسط التوترات المتنامية بشأن أوكرانيا.
وقال بول تشيشستر مدير العمليات في المركز: "على مدار عدة سنوات رصدنا نموذجًا لتحركات روسية خبيثة في الفضاء السيبراني".
وأضاف أن هجومًا إلكترونيًا على أوكرانيا هذا الشهر كان بمثابة تحذير للأوكرانيين "بأن يخافوا ويتوقعوا الأسوأ". وقالت كييف: إن موسكو تقف وراء الهجوم.
تهديدات أميركية
وكانت الولايات المتحدة قد هددت بعرقلة العمل في خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، والذي يربط بين روسيا وألمانيا، في حال غزت موسكو أوكرانيا. كما طلبت واشنطن عقد جلسة علنيّة لمجلس الأمن الدولي الإثنين حول الأزمة في أوكرانيا، بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين.
كما لمحت واشنطن في منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري إلى أنّها لا تنوي اللجوء إلى مجلس الأمن إلّا بعد حصول تدخّل عسكريّ محتمل في أوكرانيا، مثلما حصل في حالة شبه جزيرة القرم.
ووجهت الدول الغربية علي رأسها الولايات المتحدة، مؤخرًا، اتهامات إلى روسيا بحشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
لكن روسيا ترفض الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.