حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوروبا اليوم الجمعة، على التحرك بسرعة أكبر وبقوة لفرض عقوبات على موسكو بسبب هجومها على أوكرانيا، واتهم الحلفاء الغربيين باللجوء إلى المناورات السياسية مع تقدم القوات الروسية نحو كييف في اليوم الثاني على بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي: "إن أوروبا لديها القوة الكافية لوقف هذا العدوان". وأضاف أن "كل شيء يجب أن يكون مطروحًا على الطاولة من منع الروس من دخول دول الاتحاد الأوروبي إلى عزل موسكو عن نظام سويفت للمدفوعات بين البنوك إلى حظر نفطي".
وقال: "لا يزال بإمكانكم وقف هذا العدوان. عليكم أن تتحركوا بسرعة".
من جهته، أكد المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك، اليوم الجمعة، أن بلاده تريد السلام، ومستعدة لإجراء محادثات مع روسيا، بما في ذلك الوضع المحايد فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
لكن موسكو عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أكدت استعدادها للحوار شرط "نزع سلاح القوات المسلحة الأوكرانية".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، صرح الرئيس الأوكراني أنّ موسكو ستضطر إلى "التحدث" مع أوكرانيا "عاجلاً أو آجلاً" لإنهاء القتال، متهمًا القوات الروسية باستهداف المناطق المدنية أيضًا في هجومها.
مخاطر قد تصبح وجودية
في المقابل، قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي اليوم الجمعة للبرلمان: "يجب أن نكون واضحين جميعًا في هذا المجلس أن القوات البريطانية وقوات حلف شمال الأطلسي يجب ألا تلعب دورًا نشطًا في أوكرانيا".
وأضاف: "يجب علينا جميعًا أن نكون واضحين إزاء مخاطر سوء التقدير، وكيف يمكن أن يصبح ذلك وجوديًا بسرعة كبيرة إذا أخطأ الناس في الحسابات وتصاعدت الأمور بلا ضرورة".
طلب لإغلاق طريق السفن الروسية
وتناشد أوكرانيا تركيا منع السفن الحربية الروسية من المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل المؤديين إلى البحر الأسود، بعد أن شنت موسكو أمس الخميس هجومًا شاملًا على أوكرانيا من البر والجو والبحر.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الجمعة: "إن تركيا تدرس طلب كييف"، لكنه أضاف: "أن لروسيا الحق بموجب اتفاقية دولية في إعادة السفن إلى قواعدها الأصلية، وهي البحر الأسود في هذه الحالة".
وبموجب اتفاقية مونترو لعام 1936، تسيطر تركيا على المضيقين ويمكن أن تحد من مرور السفن الحربية أثناء الحرب أو في حالة التهديد، لكن الطلب وضع أنقرة في موقف صعب في الوقت الذي تحاول فيه الموازنة بين التزاماتها مع الغرب وعلاقاتها الوثيقة مع روسيا.
وأضاف الوزير: "أنه حتى إذا قررت تركيا بعد عملية قانونية قبول طلب أوكرانيا وإغلاق المضيقين أمام السفن الحربية الروسية، فلن يتم المنع إلا من السفر في الاتجاه الآخر، بعيدًا عن قواعدهم الأصلية في البحر المتوسط".
ونقلت صحيفة "حريت" اليومية عن تشاووش أوغلو قوله: "إذا تقدمت الدول المشاركة في الحرب بطلب لإعادة سفنها إلى قواعدها، فمن الواجب السماح بذلك".
البابا يزور السفارة الروسية
في السياق نفسه، أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس توجه إلى السفارة الروسية اليوم الجمعة وعبّر لسفير موسكو عن قلقه إزاء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ومن المعتقد أن هذه المرة الأولى التي يذهب فيها بابا إلى سفارة دولة في أثناء صراع. وعادة ما يتم استدعاء السفراء من خلال أمانة سر الدولة.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني: "إن البابا أمضى نحو 30 دقيقة في السفارة". وامتنع بروني على التعليق على تقرير بأن البابا عرض وساطة الفاتيكان.