تواصل القوات الروسية تقدمها نحو السيطرة الكاملة على إقليم لوغانسك، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعبه إلى الاستمرار في الدفاع عن المنطقة لأن "نتائج هذه المعركة هي المؤشر على مسار الحرب".
يأتي ذلك، في وقت تعتزم الدول الغربية بناء صوامع على الحدود الأوكرانية لتسهيل تصدير الحبوب العالقة في موانئ البحر الأسود بسبب الحصار الروسي.
وأدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، وأزمة غذاء نظرًا إلى أن أوكرانيا وروسيا هما أكبر مصدرين للقمح والذرة في العالم.
ومنذ أيام، احتدمت المعارك في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مدينتان يبلغ عدد سكانهما نحو 100 ألف نسمة، وستسمح السيطرة عليهما من جانب الجيش الروسي باستهداف سلوفيانسك في منطقة دونيتسك على مسافة حوالي 70 كيلومترًا إلى الغرب. كما سيسمح لموسكو بالسيطرة على كل منطقة دونباس التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها، ويسيطر على أجزاء منها الانفصاليون الموالون لروسيا منذ عام 2014.
وأكد مراسل "العربي" أن القوات الروسية باتت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة الكاملة على سيفيرودونيتسك.
زيلينكسي يدعو إلى الصمود
وفي هذا الإطار، قال زيلينكسي، مساء أمس الثلاثاء، إن دفاع الجيش الأوكراني عن دونباس "ضروري" بالنسبة إلى كييف، لأن نتيجته "ستعطي مؤشرًا" على مسار الحرب مع روسيا.
وأوضح زيلينسكي في خطابه اليومي للأوكرانيين عبر تلغرام: "من الضروري البقاء في دونباس، الدفاع عن المنطقة ضروري لإعطاء مؤشر على من سيهيمن (على الأرض) في الأسابيع المقبلة"، داعيًا الأوكرانيين إلى الصمود.
وأضاف: "كلما تكبد العدو المزيد من الخسائر هناك، قلت قوته لمواصلة عدوانه"، لكن، في المقابل، أشار إلى أن جيشه "تكبّد خسائر فادحة في منطقة خاركيف (شرق) حيث يحاول الجيش الروسي تعزيز موقعه".
وأبدى الجيش الروسي، استعداده لفتح ممر إنساني، اليوم الأربعاء، لإجلاء المدنيين من مصنع آزوت في مدينة سيفيرودونيتسك، والذي يتحصن فيه مئات الأوكرانيين في مشهد باتت محور الصراع اليوم مع دخول الحرب يومها الـ115.
خطة ستستغرق وقتًا
إلى ذلك، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، أن الغرب يعتزم بناء صوامع على الحدود الأوكرانية لتسهيل تصدير الحبوب العالقة في موانئ البحر الأسود بسبب الحصار الروسي، لكنه أكد أن الخطة "ستستغرق وقتًا".
وقال بايدن في خطاب ألقاه في فيلادلفيا: "أعمل عن كثب مع شركائنا الأوروبيين لجلب عشرين مليون طن من الحبوب العالقة في أوكرانيا إلى السوق للمساهمة في خفض أسعار المواد الغذائية".
وحمّل بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسؤولية ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتحدة، مضيفًا أن "ما فعلته حرب بوتين ليس فقط محاولة تدمير ثقافة الأوكرانيين، والقضاء على الناس، وارتكاب جرائم حرب لا تعد ولا تحصى، بل أيضًا منع تصدير الحبوب، آلاف الأطنان من الحبوب العالقة".
وأشار إلى وجود تعقيدات في تصدير الحبوب الأوكرانية، على غرار اختلاف مقاييس السكك الحديدية الأوكرانية عن تلك في الدول المجاورة.
وأضاف: "سنبني صوامع مؤقتة على حدود أوكرانيا، بما في ذلك في بولندا، لكي نتمكن من نقل (الحبوب) من هذه العربات إلى تلك الصوامع ومنها إلى عربات في أوروبا، وايصالها إلى المحيط وإلى العالم".