بين كردية وعربية وأجنبية، تنافس عشرات الأفلام لحصد اللقب في مهرجان دهوك السينمائي في كردستان بنسخته التاسعة، التي تشهد إيلاء اهتمام أكبر لموضوع الهجرة.
المحفل السنوي الذي تتواصل فعالياته ويشارك فيه 98 فيلمًا، يقول القائمون عليه إنه يفسح المجال لصناع السينما لتقديم إبداعاتهم.
وتتميز نسخته لهذا العام باعتمادها على أفلام محلية، وهي خطوة تساهم بحسب معنيين بتطوير الواقع السينمائي في كردستان.
ويعتبر المخرج السينمائي عادل عبد الرحمن، أن هذا العام يتميز ببدء الاعتماد على الصنّاع المحليين، "ما يُعد اختبارًا لقدرات طواقمنا السينمائية".
إلى ذلك، يحظى الممثلون الشباب بحصتهم في هذا المهرجان، حيث يلفت جفين مهدي إلى أن الفعالية هي بالنسبة له بمثابة عيد.
وكان الشاب قد أخذ شهرة واسعة في كردستان بعد أدائه دور البطولة بفيلم يناقش أزمة الهجرة. فيقول: "بصفتي ممثلًا أرى المهرجان عيدًا سنويًا نتعرف من خلاله على السينما العالمية، وأيضًا نكشف نتاجنا السينمائي للعالم".
تركيز على "الهجرة"
تركز هذه النسخة من المهرجان على مواضيع الهجرة من كردستان إلى أوروبا، والتي تثير جدلًا كبيرًا، لا سيما مع موت عشرات المهاجرين على حدود بيلاروسيا، إضافة إلى غرق الكثيرين في البحر.
ويوضح المتحدث باسم مهرجان دهوك السينمائي مسعود عارف، أن غالبية الأفلام التي تم اختيارها هذا العام خُصّصت لأزمة الهجرة، خصوصًا مع تفشي هذه الظاهرة بسبب الحرب في أوروبا.
ويتنافس على اللقب في فئة السينما الكردية 27 فيلمًا كرديًا. كما يشارك العدد ذاته من الأفلام الأجنبية، أما الباقي فيعرض خارج المسابقة.
وتتحدث زهرة حسن، عضو قسم الترويج في المهرجان، عن عرف متبع حيث يتم اختيار دولة "ضيفة" في كل عام ليُعرض نتاجها السينمائي. وتكشف أن السويد هي الدولة التي اختيرت في هذه النسخة.
"أفلام من 30 دولة"
بدوره، يعتبر عضو لجنة الإعلام في المهرجان قدري شيرو أنه رغم وجود وسائل جديدة لمشاهدة الأفلام، ستظل صالات السينما هي الأهم.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من إربيل، إن محور هذه الدورة هي الهجرة التي أصبحت قضية عالمية، من خلال الأحداث الساخنة التي يشهدها العالم بصورة عامة في الآونة الأخيرة، وكذلك احتضان إقليم كردستان أعدادًا كبيرة من اللاجئين.
ويوضح أن المهرجان كان قد استقبل 580 فيلمًا من 30 دولة في البداية، واختير 98 فيلمًا من المجموع الكلي للمشاركة؛ منها ما يدخل في المنافسة ومنها ما سيعرض، وهي أفلام أجنبية طويلة تم ترشيحها للعرض فقط.