يواجه الأطفال في السودان صعوبات ومخاطر تهدد حياتهم وسط اشتباكات مسلحة عنيفة بين طرفي النزاع في البلاد.
وتشكل هذه الفئة العمرية الضحية الأولى والحلقة الأضعف في كل حرب ونزاع مسلح، حيث باتت تدفع فاتورة معارك العسكر.
ففي مناطق عدة من السودان، تبرز حاجة ملايين الأطفال إلى مساعدة إنسانية وحماية اجتماعية.
ووفق تقارير ميدانية، وثقت الإحصائيات مقتل تسعة أطفال على الأقل وإصابة 50 آخرين منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل نحو اسبوعين.
هذا إلى جانب مخاطر أُخرى منها تعرض الأطفال لانتهاكات جسيمة مثل تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة والعنف الجنسي الذي يتعرضون له خلال عمليات النزوح والبحث عن ملجأ آمن.
أضرار جسيمة في المرافق الصحية
وقد دمرت الحرب مرافق صحية إذ توقف ثلثها عن العمل وحُرم الأطفال من حقهم في الرعاية الصحية حسب منظمة الصحة العالمية، إذ تسبب الاقتتال العنيف بين طرفي الصراع في إلحاق أضرار جسيمة في قسم جراحة الأطفال في مستشفى إبراهيم مالك في الخرطوم.
كما طالت الاشتباكات العنيفة دور رعاية للأيتام وفاقدي السند ما أدى لنقل عشرات الأطفال الى مناطق أكثر أمانًا منذ بداية النزاع المسلح في السودان.
وفي هذا السياق، يقول مسؤول الإعلام في مكتب اليونسيف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا سليم عويس: إن الوضع في السودان مأساوي للغاية بعد أكثر من عشرة أيام من الاقتتال المستمر.
ويوضح عويس في حديث إلى "العربي" من عمان أن "الأطفال هم أكثر وأول من يتضرر من أي نزاع مسلح بمثل الحجم الذي تشهده السودان. والمخاوف كبيرة أولها على حياة هؤلاء الأطفال الذين لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم أو التصدي لكل هذا العنف الحاصل".
أطفال عرضة للموت
ويشير إلى أن هؤلاء الأطفال "هم من الأكثر ضعفًا عبر السنوات الماضية حيث تعتبر السودان من أكثر الدول التي تعاني من معدلات سوء التغذية. وهناك اليوم أكثر من خمسين ألف طفل بحاجة للرعاية المستمرة وعرضة للموت".
بدوره، يقول المدير الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان إن الوضع في السودان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم من الناحية الصحية والإنسانية.
ويوضح في حديث إلى "العربي" من القاهرة أن البيانات الأخيرة التي وصلت من وزارة الصحة في الخرطوم تشير إلى أن "هناك 17% فقط من المنشآت الطبية ما تزال تعمل حتى الآن، و60% منها قد أغلقت أبوابها وهذا بسبب هجمات مستمرة على منظمات صحية وعلى الأطباء والممرضين والممرضات الذين بات من الصعب أن يصلوا إلى أماكن عملهم بسبب الأوضاع الأمنية وانعدام السلامة ونقص الوقود".