أعربت ألمانيا، أمس الأربعاء، عن الأسف لعدم إتاحة الفرصة للإعلاميين لطرح أسئلة خلال مؤتمر صحافي، أعقب لقاء المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في برلين.
وقال ستيفن هيبيستريت المتحدث باسم شولتس: "كنت أتمنى أن يكون الأمر مختلفًا، لكننا لم نتمكن من تغييره".
وأضاف هيبيستريت أن "الجانب الصيني قال بوضوح شديد إنه ليس جاهزًا للإجابة على أيّ أسئلة، وبدلًا من ذلك فضل ألا يكون هناك لقاء مع الصحافة على الإطلاق".
وأدلى كل من المستشار الألماني وضيفه لي ببيان قصير، يوم الثلاثاء، في ختام زيارة لرئيس الوزراء الصيني إلى برلين استغرقت يومين.
"الخيار الأقل سوءًا"
هيبيستريت أوضح قائلًا: "البديل كان إما أن يظهر المستشار وحيدًا أمام الصحافيين أو لا يكون هناك تصريح صحافي بالمطلق"، مؤكدًا أنه إثر مناقشات داخلية تم "بأسف" اتخاذ قرار بعدم إعطاء المجال للصحافيين لطرح أسئلة، قائلًا باسم المستشار للصحافيين: "كان هذا الخيار الأقل سوءًا".
ودعا شولتس في تصريحه الثلاثاء إلى مزيد من حرية الصحافة في الصين، حيث قال وإلى جانبه لي: "المراسلون الألمان يرغبون بإرسال تقارير من الصين. إنهم بحاجة أن يتم السماح لهم بذلك".
وتعد زيارة لي إلى ألمانيا الأولى الخارجية له منذ تعيينه رئيسًا للوزراء، في إشارة إلى رغبة بكين بتحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
"قوة معادية"
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أكدت في بيان سابق أن زيارة لي إلى ألمانيا، تأتي للمشاركة في الجولة السابعة من المشاورات الحكومية الصينية-الألمانية.
ويضطلع رئيس الوزراء في الصين بشكل عام بدور سياسي أقل أهمية من دور الرئيس، وهو مسؤول بشكل أكثر تحديدًا عن المسائل الاقتصادية والمالية.
وجاءت زيارة لي بعد أسبوع من نشر برلين وثيقة تصف الصين بأنها قوة معادية لألمانيا، حيث أكدت الحكومة في إستراتيجيتها للأمن القومي التي كُشفت الأسبوع الماضي، أنّ الصين رغم أنها "شريكة" لألمانية، فإنها تعمل "ضدّ مصالحنا وقيمنا".
وتعتبر الصين شريكًا اقتصاديًا رائدًا لألمانيا وسوقًا حيويًا لقطاع السيارات الألمانية، وكانت قد نجت لفترة طويلة من انتقادات برلين الحادّة التي بدأت تشديد نبرتها تجاهها منذ أكثر من عام، وتصاعدت مع بداية الحرب الأوكرانية الروسية، والتي لم تدينها بكين مبقية على علاقة متينة مع موسكو.