إصابة عشرات الفلسطينيين.. الاحتلال يقمع مسيرة ضد الاستيطان في أم صفا
أُصيب فلسطيني بقنبلة صوت، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع اليوم الجمعة جرّاء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة ضد الاستيطان، في قرية أم صفا، شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية.
فقد أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام، تجاه الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرة تخللها تأدية صلاة الجمعة، رفضًا لمحاولة المستوطنين الاستيلاء على عشرات الدونمات التابعة للقرية، ما أدى لإصابة مواطن بقنبلة صوت في قدمه، والعشرات بالاختناق.
وتشهد أم صفا منذ أسابيع هجومًا متواصلًا من قبل المستوطنين، الذين أحرقوا منازل ومركبات المواطنين، وأطلقوا الرصاص الحي صوب منازلهم ومنشآتهم، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الشاب عبد الجواد حمدان صالح (24 عامًا) من قرية عارورة، استشهد الجمعة الماضي متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الحي، خلال مواجهات اندلعت في أم صفا.
وفي سياق متصل، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة، فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها، في بلدة ديراستيا غرب سلفيت شمال الضفة.
وأفاد الناشط ضد الاستيطان نظمي سلمان أن عشرات المواطنين أدوا الصلاة على مدخل منطقة القعدة المهددة بالاستيلاء، بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم، حيث عززت من تواجدها العسكري، ونصبت خيمة في المكان.
ورفع المشاركون من الأهالي، ونشطاء ضد الاستيطان، اللافتات المنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وبسياسة الاستيلاء على الأراضي، وإقامة البؤر الاستيطانية.
وأكدوا ضرورة توسيع المشاركة السلمية لمناهضة الاستيطان، ومواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى نهب مزيد من أراضي ديراستيا لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، قرر الجيش الاحتلال اليوم الجمعة هدم منزل عائلة الطفل محمد زلباني، بزعم محاولته تنفيذ عملية ضد حاجز شعفاط بالقدس المحتلة في 13 فبراير/ شباط 2023، ما أدى لمقتل جندي.
وكان الطفل زلباني حاول طعن جندي إسرائيلي، إلا أن جنديًا آخر أطلق النار تجاهه فأصابت الطلقات جنديًا آخر قتل في المكان.
وقفة في غزة نصرة للقدس والضفة
وفي غزة، نظمت حركة "حماس" في خانيونس اليوم الجمعة، وقفة جماهيرية نصـرة للقـدس والضفـة أمام مسجد مدينة حمد غرب خان يونس.
وقال القيادي في حركة حماس عبد الهادي الأغا خلال الوقفة: إن "المقاومة سبيلنا وطريقنا، ومقاومة جنين تشكل فخرًا لنا ولكل أحرار العالم".
ودعا الأغا أهل الضفة لمواصلة طريق المقاومة والمواجهة، مضيفًا أن "صنيعهم طريق لتحرير كل فلسطين".
وأشار إلى أن "الوحدة هي طريق التحرير، وهي سر قوة شعبنا الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال".
كما دعا مقاومة الضفة إلى تشكيل غرفة مشتركة، لتكون يدًا واحدًا عصية على مخططات الاحتلال.
وتشهد الضفة الغربية منذ بداية العام حالة توتر شديد، إثر اقتحامات الجيش الإسرائيلي المستمرة للمدن الفلسطينية، لاعتقال وتصفية من يصفهم بالمطلوبين، علاوة على هجمات متكررة ينفذها مستوطنون على قرى وبلدات فلسطينية.
خطة إسرائيلية للسيطرة على الأماكن الأثرية
سياسيًا، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطة إسرائيلية للسيطرة على الأماكن الأثرية الفلسطينية، وطالبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بتحمل مسؤولياتها.
وأدانت "الخارجية" بأشد العبارات، في بيان اليوم الجمعة، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سبسطية، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 مواطنًا، واعتبرته امتدادًا لاعتداءات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المتواصلة، للسيطرة على المنطقة الأثرية في البلدة وتهويدها.
وأكدت أن هذا الاعتداء يقع ضمن خطة للسيطرة على المواقع الأثرية الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها وضمها، كما جاء في الإعلام العبري، الذي أكد أن الحكومة الإسرائيلية بصدد تخصيص مئات ملايين الشواقل لهذا الغرض، بما في ذلك إنشاء حدائق وأماكن لاستقبال السياح وشق المزيد من الطرق لتسهيل وصول المستوطنين إليها.
35 ألفًا أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
واعتبرت أن هذه الإجراءات تعني سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية أيضًا، علمًا أن عددًا من هذه المواقع الأثرية والتراثية تقع في قلب المدن والبلدات الفلسطينية.
ورأت الوزارة أن تنفيذ هذه الخطة استعماري عنصري بامتياز، ويندرج في إطار عمليات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة، مطالبة المجتمع الدولي و"اليونسكو" خاصة، بتحمل مسؤولياتهم في حماية المواقع الأثرية والتراثية الفلسطينية
على صعيد آخر، أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، رغم القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة والمسجد.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 35 ألفًا أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، رغم عراقيل الاحتلال.
وأفادت مصادر مقدسية، بأن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته.