شهدت مناطق فلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين تصاعدًا في هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال، في وقت حذّرت فيه حركة حماس من مخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك.
وجاء التصعيد الميداني الإسرائيلي بعد مطالبة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بإعطاء "حقوق أكبر لليهود" مقارنة بالفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وهي تصريحات أثارت الكثير من ردود الفعل الغاضية.
تنديد واسع بتصريحات بن غفير العنصرية بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية#العربي_اليوم #فلسطين pic.twitter.com/n816b9QvNs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 25, 2023
اقتحام مدينة طولكرم ومخيمها
ففي الضفة الغربية المحتلة، أفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الأحد بأنّ قوة إسرائيلية كبيرة اقتحمت "بشكل مفاجئ" مدينة طولكرم ومخيمها وسط إطلاق نار كثيف، مشيرة إلى محاصرة المخيم من جميع الاتجاهات، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".
وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أنّ قوات الاحتلال نشرت جنود القناصة على أسطح المنازل المرتفعة، وأطلقت النار على كل من يتحرك في المكان.
ولفتت إلى أنّ قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة باتجاه مدينة طولكرم ومخيمها، حيث دارت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت بطولكرم.
ونقلت طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني 5 إصابات برصاص الاحتلال إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت.
مسيرات استفزازية للمستوطنين
وفي مدينة نابلس، هاجم عشرات المستوطنين من بؤرة "يش كودش" المقامة على أراضي بلدة قصرة، المنطقة الجنوبية الشرقية من البلدة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط إطلاق كثيف للرصاص، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وأشارت الوكالة الرسمية إلى أنّ أهالي بلدة قصرة تصدوا مساء السبت للمستوطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المكان.
كما هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية جنوب مدينة الخليل وشرقها، حيث أفادت وكالة "وفا" نقلًا عن مصادر أمنية، بأنّ مجموعة من مستوطني مستوطنتي "حجاي" و"كريات أربع"، نظموا مسيرات استفزازية وهاجموا مركبات المواطنين بالحجارة، دون أن يبلغ عن إصابات.
وأضافت أن قوات الاحتلال نصبت حاجزًا عسكريًا على دوار بيت عينون، وعرقلت مرور المواطنين الفلسطينيين ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
هتافات عنصرية في القدس
وفي رام الله، اندلعت اشتباكات بالأيدي ومواجهات بالحجارة بين شبان ومستوطنين اقتحموا منطقة نعلان في قرية المزرعة الغربية شمال غرب المدينة.
أمّا في القدس المحتلة، فقد نظم العشرات من المستوطنين مسيرة استفزازية في البلدة القديمة. ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن مصدر مقدسي، أنّ المستوطنين تجولوا بحماية جنود الاحتلال في شوارع القدس القديمة وصولًا إلى حائط البراق.
مسيرة استفزازية للمستوطنين، يتخللها هتافات وغناء في البلدة القديمة بالقدس المحتلة pic.twitter.com/BqatrbemcF
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) August 26, 2023
وأشار المصدر إلى أنّ المستوطنين رددوا هتافات عنصرية وأدوا طقوسًا تلمودية في أسواق البلدة القديمة من القدس وتحديدًا في شارع الواد وسوق القطانين.
وتفيد بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، بوجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
"تصعيد الحرب الدينية"
سياسيًا، أدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق بدء جماعات الهيكل المزعوم الإسرائيلية المتطرفة في التحريض لاقتحامات جماعية وواسعة للمسجد الأقصى خلال الأعياد العبرية منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل.
ودعا أبو مرزوق في بيان إلى التصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه التي تستهدف المسجد الأقصى، مشددًا على أن ما يجري يأتي في إطار تصعيد الحرب الدينية، بحسب ما نقل "المركز الفلسطيني للإعلام".
وقال القيادي في حركة حماس إن هذا التحريض يأتي بالتزامن مع اعتداء قوات الاحتلال على المصلين عند باب الأسباط. وعدّ ذلك تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية؛ ما يستدعي مواصلة دعوات الحشد والرباط الدائم في المسجد، للتصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه، ومواجهة الأخطار المحدقة به.
وأشار إلى أنّ "الاحتلال ما فتئ يواصل سياسة هدم منازل المقدسيين، تحت دعاوى فارغة، وذرائع واهية، بجانب حظر رفع الأعلام الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وهو ما يندرج ضمن ما تسمى الخطة الخمسية لتهويدها".