يعود الغزيون إلى وسائل بدائية من أجل مواصلة حياتهم، وسط سياسة التجويع المتعمدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتختصر عائلة أبو عبيدة سبب اهتمامها بالزراعة، في ظل نقص المواد الغذائية في القطاع الذي يتعرّض منذ أكثر من شهرين للعدوان برًا وجوًا وبحرًا، بالقول: "إن العناية بالنباتات والأشجار تمنحنا الأمل في أن هناك حياة بالمستقبل".
فالعائلة التي لجأت إلى مشتل في رفح ليؤويها بعد أن قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلها شمال قطاع غزة، تعتبر أن ثمار الأشجار قد تصبح الغذاء والسلاح الوحيد لمحاربة المجاعة في القطاع مستقبلًا، إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وعلى الرغم من أن نقص المياه سبّب جفافًا في تربة كثير من المشاتل الزراعية، إلا أن هذه العائلة تحاول جاهدة الحفاظ على ما تبقى منها.
"لا مستحيل في غزة"
ومن الغذاء إلى الطبخ والمواصلات، لم يبقَ شيء على حاله في القطاع. فالواقع الإنساني الصعب دفع الناس لاستخدام وسائل بدائية لتلبية احتياجاتهم اليومية، على غرار العودة إلى موقد "الكيروسين" أو ما يعرف بـ"البابور" بعد أن قطع الاحتلال الكهرباء والوقود بشكل كامل عن غزة.
هكذا، فإن ما يؤكده واقع القطاع الفلسطيني المحاصر هو أن ليس هناك مستحيل في غزة، التي تعاني ويلات حرب كارثية.
فبينما تنعدم كل مظاهر الحياة من طاقة وسكن وصحة وغذاء ومياه ونقل جراء عدوان الاحتلال، إلا أن سكان القطاع بأفعالهم وأفكارهم طوّعوا أي شيء للاستفادة منه بما يتلاءم مع طبيعة حياتهم.