ليست أزمة الجوع وحدها ما يواجهه الفلسطينيون في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، إذ أن أزمة المياه باتت تشكل تحديًا آخر مع صعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وسعيًا لتأمين المياه النادر توفرها، يضطر أهالي مخيم جباليا للوقوف لساعات طويلة في طوابير لتعبئة عبوات بلاستيكية بأحجام صغيرة ومتوسطة.
وتعمل بئر واحدة بطاقة جزئية ضئيلة من أصل 7 آبار تابعة لوكالة الأونروا؛ كانت قوات الاحتلال دمّرت اثنين منها، فيما 4 أخرى متوقفة عن العمل بسبب نفاد الوقود، بحسب الصحافي إسلام بدر.
نقص المياه في مخيم جباليا
وفيما رصد "العربي" المعاناة التي يتكبدها النازحون من أجل الحصول على المياه في مخيم جباليا، قال أبو أحمد وهو أحد النازحين الذين اصطفوا منذ الصباح لتعبئة عبواتهم: إن أزمة مياه الشرب بدأت منذ أن شن الاحتلال عدوانه على غزة في 7 أكتوبر، ما اضطره إلى النزوح إلى معسكر مدارس جباليا.
وأشار إلى أن أزمة السولار فاقمت بدورها من مشكلة المياه، لافتًا إلى أن 4 مدارس تعمل على مولد واحد بات هو الآخر يعمل بشكل متقطع بسبب عدم توفر السولار بالكميات المطلوبة.
وأضاف أبو أحمد أنه يضطر للوقوف ساعات طويل من أجل تعبئة العبوات البلاستيكية الخاصة به.
العطش يغزو مناطق شمال غزة
وفي 15 يناير/ كانون الثاني الجاري، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن مناطق مدينة غزة وشمال القطاع تواجه مأساة مروعة ناتجة عن الشح الكارثي في مصادر المياه الصالحة الشرب، ومنع وصولها.
وأضاف أن هذا الأمر يمثل حكمًا بالإعدام الفعلي، ما يشكل جريمة حرب، بالإضافة إلى كونه شكلًا من أشكال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان المدنيين في القطاع.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن العطش يغزو مناطق مدينة غزة وشمالها بشكل صادم بسبب قطع إمدادات المياه عن قطاع غزة والقصف الإسرائيلي المنهجي والمتعمد لآبار ومصادر المياه، إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات تحويل وتوزيع المياه.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن نقص مياه الشرب في قطاع غزة بات مسألة حياة أو موت، في وقت يجبَر السكان على استخدام مياه غير نظيفة من الآبار، وهو ما ساهم في انتشار الأمراض المنقولة والمعدية، خاصة مع انقطاع الكهرباء الذي ساعد في نقص إمدادات المياه.
من جانبها، أفادت سلطة جودة البيئة الفلسطينية في بيان اليوم الخميس، أن 66% من أهالي قطاع غزة يعانون من انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه كالكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب وإغلاق جميع محطات تحلية المياه نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل.
وأشارت في بيان، إلى أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لخطوط الصرف الصحي وفيضانها يؤدي إلى كارثة صحية وبيئية، خاصة بركة الشيخ رضوان التي وصل منسوبها إلى مستوى حرج، بسبب تجمع مياه الأمطار وتسرب المياه العادمة إليها.