كشف موقع "أكسيوس" الإخباري، أن اجتماعًا رباعيًا ضمّ السعودية، ومصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، عقد سرًا في الرياض قبل نحو أسبوع.
وهدف هذا اللقاء الرباعي إلى تنسيق المواقف بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، كما بحث الاجتماع السبل التي يمكن من خلالها لسلطة فلسطينية متجددة أن تشارك في إدارة القطاع بعد الحرب.
وأشار الموقع إلى أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين اطّلعوا على الاجتماع ومضامينِه عن طريقِ بعض المشاركين.
تجديد صفوف السلطة الفلسطينية
ونقل موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مصادر مطلعة أن اجتماع الرياض ضم مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، بالإضافة إلى نظيريهما المصري والأردني.
وأشار التقرير إلى أن المشاركين في الاجتماع أوضحوا لرئيس المخابرات الفلسطينية أهمية إجراء إصلاحات جادة لتجديد صفوف السلطة.
وطلب المجتمعون، أن يحصل رئيس الوزراء الجديد إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة على بعض الصلاحيات التي كانت تتركّز في السنوات الأخيرة بيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال أحد المصادر إن السعوديين والمصريين والأردنيين أكدوا أن هذه الإصلاحات "ضرورية حتى تعود السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة بعد فترة انتقالية بعد الحرب".
تبني الخطة الأميركية
وفي قراءة لهذه التطورات، يرى جهاد حرب الأكاديمي والباحث السياسي أن هذا الاجتماع يأتي تطبيقًا لزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة منذ فترة.
فحينها، تسربت أيضًا أنباء بوجود رباعي أو خماسي عربي لبحث خطط "اليوم التالي" من الحرب على غزة، ويعتقد حرب أن اجتماع الرياض هو جزء منها لا سيما مع عودة الحديث عن الرباعية الأمنية كما جرى في 2002، والتي كانت لرعاية إعادة الإصلاح في السلطة الفلسطينية آنذاك.
ويردف الباحث السياسي من رام الله: "على ما يبدو أن هذا الاجتماع هو جزء من محاولات أو الترتيبات التي تجري لما بعد الحرب على صعيد السلطة الفلسطينية وكيفية التعاطي مع ذلك".
في هذا الإطار، يؤكّد حرب أن الإصلاح من ناحية وطنية فلسطينية مطلوب منذ سنوات متعددة لإعادة النظر بشكل رئيسي في طبيعة النظام السياسي في البلاد لناحية الديمقراطية وإجراء الانتخابات.
وبعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كانت الولايات المتحدة أول من طالب بسلطة فلسطينية متجددة كي تعود إلى قطاع غزة في صيغة ما، وفي هذا الصدد يقول حرب إن لقاء الرياض تبنى الفكرة الأميركية بإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية.
في هذا الصدد، يحذّر الباحث السياسي من أن غايات الولايات المتحدة ليست كما هي الغايات الوطنية الفلسطينية التي تريد أن تكون هناك سلطة قوية قادرة على الحكم، وتلبي احتياجات المواطنين الفلسطينيين وتعيد توحيد مؤسسات السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما الإدارة الأميركية، ورغم أنها تريد توحيد مؤسسات السلطة لكنها تهدف إلى أن تكون هذه السلطة "قادرة على لجم أي مقاومة أو أن تكون جزءًا من عملية سياسية خاضعة للالتزامات المترتبة عن أوسلو والتي اخترتها ودمّرتها إسرائيل"، على حدّ قول حرب.