أصبح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أول مسؤول أجنبي يزور قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان اليوم الثلاثاء، في عاصمته الحربية بورتسودان منذ بدء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووصف آبي الزيارة بأنها جاءت ضمن مسعى لتحقيق الاستقرار في السودان بعد مرور ما يقرب من 15 شهرًا على اندلاع الحرب. وكان يُنظر إلى آبي في السابق على أنه أقرب إلى قوات الدعم السريع من الجيش، وسبق أن استضاف قائدها محمد حمدان دقلو في أديس أبابا في ديسمبر/ كانون الأول.
وبينما سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ووسط وغرب البلاد، يسيطر الجيش على ولايات في الشرق والشمال، منها بورتسودان التي اتخذ منها قاعدة له.
وتوقفت العام الماضي محادثات استضافتها السعودية والولايات المتحدة في جدة بهدف التوسط من أجل وقف إطلاق النار، كما باءت حتى الآن محاولات إعادة الجيش إلى طاولة المفاوضات بالفشل.
جهود دولية لإنهاء الحرب
وأظهرت صور نشرها الجانبان البرهان وآبي يضحكان ويسيران جنبًا إلى جنب بعد وصول رئيس الوزراء الإثيوبي. ووصف مكتب آبي الزيارة عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" بأنها جزء من الجهود الرامية إلى إيجاد "حلول مستدامة لاستقرار السودان".
وقال مصدر مطلع إن لدى آبي فرصة أفضل لتحقيق انفراجة من خلال وجوده بشكل شخصي.
وأضاف المصدر: "وجود السودان ذاته أصبح على المحك، وعندما أدار العالم ظهره له أبدى رئيس الوزراء (الإثيوبي) اهتمامه (البالغ) بالسودان".
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" من بورتسودان وائل محمد الحسن بأن زيارة آبي أحمد تأتي ضمن التحركات التي يقوم بها المجتمع الدولي تجاه وقف الحرب في السودان.
ولفت مراسلنا إلى أن زيارة آبي أحمد أعقبت زيارة نائب وزير الخارجية السعودي يوم أمس، حيث قدم دعوة المملكة للحكومة في بورتسودان للعودة إلى مفاوضات جدة. وربما تصب زيارة آبي أحمد في السياق نفسه، وفق مراسلنا.
وأوضح مراسلنا أن هذه الزيارة تأتي قبل أيام من المبادرة التي يقودها الاتحاد الإفريقي لضم الفرقاء السياسيين في أديس أبابا خصوصًا بعد مؤتمر القاهرة الذي جاء تحت شعار "معًا لدحر الحرب".
"إثيوبيا ليست مع طرف ضد آخر"
كما تأتي الزيارة بعد هجوم لقوات الدعم السريع على ولاية سنار بجنوب شرق البلاد الشهر الماضي مما أدى إلى اقتراب الحرب من حدود السودان مع إثيوبيا.
وكانت هناك دلائل على أن قوات الدعم السريع توغلت بولاية القضارف التي تستضيف أكثر من 600 ألف نازح سوداني بالإضافة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين.
وقال مزارعون سودانيون في الولاية الشهر الماضي إن عناصر من ميليشيا فانو الإثيوبية دخلت منطقة الفشقة المتنازع عليها بين البلدين.
وقال آبي في كلمة ألقاها أمس الإثنين، إنه لن يستغل الحرب لتسوية القضية وإن حكومته لن تقف إلى جانب أي من الأطراف.
وتأتي زيارة آبي إلى بورتسودان أيضًا على الرغم من التوتر السابق مع الجيش.
واختار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، أديس أبابا مكانًا للقاء تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) التي انتقدها الجيش. وقال أحد نواب البرهان العام الماضي إن مقاتلين إثيوبيين يدعمون قوات الدعم السريع.