يفاقم شحّ المياه وتكدس النفايات أزمات سكان قطاع غزة، الذين يرزحون تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر عليهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وتحاول منظمات دولية التحرك لمجابهة الكارثة الإنسانية التي تحدق بسكان القطاع، على رأسها منظمة "اليونسف" التي تساهم في تعزيز إمدادات المياه النظيفة في غزة.
النظافة الشخصية أمر صعب في غزة
بالكاد تستطيع نهلة الفيوم الوصول إلى الصهريج المتنقل للظفر بقنينة واحدة من الماء، لاستخدامها في النظافة الشخصية لابنها، فهذه العادات والممارسات هجرها الطفل منذ أزيد من 10 أشهر.
وتقول الغزية للتلفزيون العربي حول هذا الموضوع: "هذه ليست حياة.. انظروا إلى الوضع والله تعبنا كثيرًا"، لافتة إلى أن أطفال المخيمات يعانون من الحساسية والأمراض الناجمة عن قلة النظافة الشخصية.
وأصبحت النظافة الشخصية أمرًا يصعب تحقيقه في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء، التي تفتقر إلى نقاط توزيع المياه النظيفة ما تسبب في تفشي الأمراض المعدية والأوبئة.
هذا الوضع الإنساني الكارثي زاده تكدس النفايات في كل مكان، وانتشار برك المياه الناجمة عن الصرف الصحي التي فاقمت الأزمة.
بدوره، يقول أحد النازحين: "نريد المياه يوميًا، ترون كيف يتجمع الناس للحصول على حفنة من المياه، لا توجد مياه حلوة، نحن اليوم نشرب مياهًا مالحة وملوثة".
المبادرات الأممية للحد من أزمة المياه
ودفع النقص الفادح في توفير المياه النظيفة بعدد من المنظمات الأممية من ضمنها "اليونسف"، إلى التعاون مع سلطة المياه في قطاع غزة على توفير خزانات وتوزيع عبوات المياه للنازحين في مراكز الإيواء غير الرسمية.
ويأتي ذلك، في ظل تقديرات رسمية تشير إلى أن نحو 40% من شبكات المياه قد دمرت أو تعطلت جزئيًا أو كليًا بسبب القصف أو نفاد الوقود.
ويشرح سليم عويس مسؤول التواصل في "اليونسف" أنه لديهم محطة لتحلية المياه والتي تقدم المياه النظيفة لمحتاجيها، وكانت تنتج قبل الحرب على غزة أكثر من 20 ألف متر مكعب لكن تم تخفيضها إلى 2500 متر مكعب فقط بعد العدوان.
ويردف لـ"العربي": "من الجيد أنها لا تزال تعمل، وإن كان بشكل جزئي".
وتندرج هذه المبادرات الأممية ضمن مجموعة من المنح المدعومة من البنك الدولي لقطاع المياه، سعيًا لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة فضلًا عن الحد من انتشار الأمراض والأوبئة.