نفذ حزب الله اللبناني، الجمعة، سلسلة عمليات جديدة ضد أهداف إسرائيلية على طول الحدود الجنوبية للبنان، وكشف في الوقت نفسه عن قدرات عسكرية متنامية من خلال عرض مقطع فيديو مصور لمنشأة محصنة تحت الأرض وصواريخ.
وأعلن حزب الله في بيانات متتالية، الجمعة، أنه استهدف مباني يستخدمها جنود الاحتلال في مستوطنة المطلة بالأسلحة المناسبة، "ردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصًا في بلدة كفركلا".
إطلاق صواريخ ومسيّرات
كما أعلن الحزب أنه شن هجومًا جويًا بالطائرات المسيّرة على مقر كتائب المدرعات التابع للواء 188 في ثكنة "راوية"، حيث استهدف أماكن تجمع واستقرار ضباطها وجنودها، مؤكدًا تحقيق "إصابة الأهداف بدقة وإيقاع إصابات مؤكدة".
وكان حزب الله قد أعلن، الجمعة، أنه استهدف مباني يستخدمها جنود الاحتلال في مستوطنة نطوعة، إضافة إلى استهداف موقع العاصي بقذائف المدفعية. كما استهدف "مرابض مدفعية العدو في الزاعورة بالأسلحة الصاروخية".
وأفاد الحزب في وقت سابق بأنه استهدف "انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع جل الدير بصواريخ فلق". كما أعلن عن استهداف انتشارًا للجنود في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية.
وقال الحزب أيضًا إنه استهدف "دشمة يتموضع فيها جنود العدو في موقع بركة ريشا بالأسلحة الموجهة"، مؤكدًا تحقيق "إصابة مباشرة" في الموقع الإسرائيلي.
وخلال عشرة أشهر من المواجهة مع إسرائيل، كشف حزب الله تباعًا عن قدرات عسكرية متنامية، آخرها منشأة محصّنة تحت الأرض وصواريخ، في أول إعلان صريح من جانب الحزب الذي توعّد بالردّ على اغتيال القائد البارز فؤاد شكر.
وفتح حزب الله، جبهة ضد إسرائيل من جنوب لبنان، منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، إسنادًا لغزة ودعمًا لمقاومتها، بعد يوم من اندلاع الحرب في غزة. ومذّاك، تتصاعد حدّة عمليات الحزب تزامنًا مع تطويره خططًا هجومية جديدة.
ونشر الحزب الجمعة مقطع فيديو مع مؤثرات صوتية وضوئية يظهر منشأة عسكرية محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ضمن أنفاق ضخمة واسعة ومضاءة، على وقع تصريحات لأمينه العام حسن نصر الله يهددّ فيها إسرائيل.
إطلاق صواريخ ودوي صفارات الإنذار
ومع ارتفاع حدة التصعيد على الحدود الجنوبية اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، رصد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، إطلاق 10 صواريخ من لبنان على مستوطنة شلومي في الشمال.
وقالت القناة "12" الإسرائيلية الخاصة: "بعد دوي صفارات الإنذار في بلدة شلومي تم رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان".
وأضافت "اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعض الصواريخ وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات".
وقالت إذاعة جيش الاحتلال لاحقًا، إن قواته "رصدت 5 صواريخ أخرى أطلقت من جنوب لبنان نحو بلدة شلومي، حيث تم اعتراض بعضها، فيما سقطت الأخرى بمناطق مفتوحة".
وفي وقت سابق الجمعة، أشارت القناة "12" إلى "دوي صفارات الإنذار في عدد من البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية بينها شلومي وأفيفيم".
وكانت القناة 14 الإسرائيلية قد أفادت بسقوط صواريخ بمنطقة زرعيت في الجليل الغربي دون وقوع إصابات.
ونهاية يوليو/ تموز الماضي، أعلنت إسرائيل حالة الاستنفار تحسبًا لرد من إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في الحزب فؤاد شكر في بيروت.
رسائل وزير الخارجية المصري
إلى ذلك، أفادت مراسلة التلفزيون العربي في جنوب لبنان، هديل نماس، بأن حزب الله استهدف مساء اليوم مباني يستخدمها الجنود الإسرائيليون في مستوطنة المطلة.
ووفقًا لمراسلتنا، جاءت هذه العملية بعد سلسلة من العمليات التي نُفذت بالقذائف المدفعية والأسلحة المناسبة، بحسب بيانات الحزب، بالإضافة إلى الأسلحة الصاروخية.
كما استخدم حزب الله اليوم صاروخ فلق في استهداف تجمع لجنود الاحتلال في جل الدير.
وعلى صعيد الحراك الدبلوماسي في العاصمة بيروت، أفاد مراسلنا خليل كلاعي بأن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقائه مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافة إلى وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، نقل أن بلاده تقف إلى جانب لبنان في الوقت الحالي.
كما نقل الوزير المصري رسالة بخصوص وقف إطلاق النار، وأكد أن مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، تبذل جهودًا حثيثة من أجل منع التصعيد في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية المصري أن القاهرة تدين بلغة واضحة أي استهداف داخل الأراضي اللبنانية، لا سيما الاغتيال الذي نفذته إسرائيل باغتيال فؤاد شكر نهاية الشهر الماضي.
واعتبر وزير الخارجية المصري، أن التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة من شأنه أن يشكل "المفتاح" لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى "حرب شاملة".
