استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، النبطية ومحيطها في جنوب لبنان، في ثاني استهداف للمدينة في غضون أيام، ما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص في حصيلة أولية وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وقال النائب في البرلمان اللبناني، هاني قبيسي في حديث إلى التلفزيون العربي، إن القصف الإسرائيلي الذي طال مبنى البلدية أدى لاستشهاد رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل وعدد من العاملين معه، فيما تستمر عملية رفع الأنقاض.
وأكد أن إسرائيل تتعمد تدمير أحياء كاملة في النبطية، وأن غاراتها تفتك بالمدنيين، وذلك بعد أيام من استهداف السوق التاريخي للمدينة والذي يعتبر أكثر الأسواق حيوية في الجنوب، ومركز نشاطه الاقتصادي، حيث امتدّ الدمار على مسافة 2520 مترًا مكعبًا، تضمّ محالًا تجارية ومكاتب وعيادات وشققًا سكنية.
من جانبها، لفتت محافظة النبطية هويدا الترك إلى أن "11 غارة إسرائيلية طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكلة ما يشبه حزامًا ناريًا".
مراسلة التلفزيون العربي في جنوب لبنان جويس الحاج خوري، أكدت بدورها أن سلسلة غارات عنيفة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على بلدات محاذية للنبطية، تزامنًا مع الهجوم الجوي على المدينة، في مشهد شبيه بالغارات التي يشنها على بلدت زبدين، وكفرتبنيت، كفرجوز جنوب لبنان، منذ أسابيع، والتي جدد استهدافها يوم أمس، مخلفًا دمارًا هائلًا.
تدمير قرى الجنوب
وصباحًا، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن "عدوانًا جويًا عنيفًا على بلدة النبطية التحتا، حيث نفذ أكثر من 7 غارات على أحياء الدير والعقيدة والرويس".
كذلك شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على بلدات حانين وعيتا الشعب والقليلة وزبدين، وكفرجوز وعبا وجبشيت وشقرا، وبرعشيت وكفرا وكفردونين ومجدل سلم وشوكين وعربصاليم، وكفررمان ورومين جنوب لبنان.
وبعد توقف استمر 6 أيام، شن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من فجر اليوم، 3 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، بادعائه استهداف "مستودع أسلحة لحزب الله تحت الأرض".
وأمس الثلاثاء، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة على بلدات ومناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه، ما أسفر عن 23 شهيدًا و31 جريحًا، وفق أرقام رسمية، فيما قصف "حزب الله"، فجرًا بدفعات صاروخية مدينة صفد ومستوطنة يفتاح ومربضي مدفعية في منطقتي دلتون وديشون شمال إسرائيل، وفق بياناته.
وأسفر عدوان إسرائيل على لبنان إجمالًا عن استشهاد ألفين و350 شخصًا، وإصابة 10 آلاف و906، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث بين الأنقاض والردم عن مفقودين في بلدتي قانا والمجادل اللتين تعرضتا لغارات متتالية مساء أمس وفجر اليوم.