Skip to main content

بعد الهجوم على إيران.. هل استهدفت إسرائيل منشآت خلط وقود الصواريخ؟

منذ 11 ساعات
أظهرت الأقمار الصناعية أهدافًا على أطراف العاصمة طهران - رويترز

أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية تجارية أن الغارات الجوية الإسرائيلية أصابت مباني، خلال هجوم أمس السبت، استخدمتها إيران لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وفقًا لتقييمين منفصلين أجراهما باحثان أميركيان.

ووفقًا لوكالة "رويترز"، توصل إلى هذه النتائج ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة، الذي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مجموعة بحثية، وديكر إيفليث، محلل أبحاث مشارك في سي.إن.إيه، وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن.

وقالا للوكالة على نحو منفصل: إن إسرائيل ضربت موقع "بارشين" العسكري الضخم بالقرب من طهران. وقال إيفليث: إن إسرائيل قصفت أيضًا موقع "خجير"، وهو موقع ضخم لإنتاج الصواريخ بالقرب من طهران، كانت الوكالة قد ذكرت في يوليو/ تموز الفائت إنه يشهد توسعًا هائلًا. 

وقال إيفليث: إن الضربات الإسرائيلية ربما "أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة"، وفق قوله.

الهجوم الإسرائيلي

وبعد قرابة 25 يومًا على الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب، أعلنت إسرائيل شن "ضربات دقيقة ومركزة" على حد وصفها، ضد 20 هدفًا في عمق إيران فجر يوم أمس السبت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إنّ الهجوم أتاح لإسرائيل حرية العمل حتى في إيران، ضد قواعد ومنشآت مهددة لتل أبيب، على حد وصفه، وهو تعبير يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان الهجوم بمثابة مفتاح لسلسلة هجمات إسرائيلية لاحقة في عمق إيران، وبالتالي ربما الانتقال إلى مرحلة جديدة للمواجهة المباشرة بين تل أبيب وطهران.

وقال الجيش الإسرائيلي: إن ثلاث موجات من الهجمات باستخدام طائرات حربية ضربت مصانع صواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران في وقت مبكر من صباح السبت ردًا على إطلاق طهران في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل.

الأهداف المتضررة

الجيش الإيراني من جهته، ذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استخدمت "رؤوسًا حربية خفيفة للغاية"، لضرب أنظمة رادار حدودية في إقليمي عيلام وخوزستان، وفي محيط طهران.

وأوضح إيفليث أن صورة من شركة "بلانيت لابس"، وهي شركة أقمار صناعية تجارية، أظهرت أن ضربة إسرائيلية دمرت مبنيين في خجير كانا يستخدمان لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وفق قوله.

وبحسب الصورة، كان المبنيان محاطان بسواتر ترابية مرتفعة. وترتبط مثل هذه التصميمات المعمارية بإنتاج الصواريخ، وهي مصممة لمنع انفجار في مبنى واحد من تفجير مواد قابلة للاشتعال في بنايات مجاورة.

وذكر إيفليث أن الصور التي التقطتها شركة "بلانيت لابس" لموقع بارشين أظهرت أن إسرائيل دمرت ثلاثة مبان لخلط الوقود الصلب للصواريخ البالستية ومستودعًا.

أما أولبرايت فقال إنه راجع صور الأقمار الصناعية التجارية منخفضة الدقة لموقع بارشين، والتي يبدو أنها أظهرت أن ضربة إسرائيلية ألحقت أضرارًا بثلاثة مبان، اثنان منها استخدما لخلط الوقود الصلب فيها للصواريخ الباليستية.

مبان خلاطات الوقود

وأشار أولبرايت أن المباني تقع على بعد نحو 320 مترًا من منشأة، كانت تشارك في ما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والمخابرات الأميركية إنه برنامج شامل لتطوير الأسلحة النووية أوقفته إيران في عام 2003. وتنفي إيران امتلاكها مثل هذا البرنامج.

وقال إيفليث: "تقول إسرائيل إنها استهدفت مباني تحتوي على خلاطات للوقود الصلب، وهذه الخلاطات الصناعية يصعب تصنيعها وتخضع لضوابط التصدير. واستوردت إيران العديد منها على مر السنين بتكلفة باهظة، ومن المرجح أن تجد صعوبة في استبدالها".

وأضاف أن إسرائيل ربما تمكنت من خلال عملية محدودة من توجيه ضربة قوية لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، مما يجعل من الصعب على أي هجوم صاروخي إيراني مستقبلي اختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وذكر أن "الضربات تبدو دقيقة للغاية".

وتملك إيران أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، وقال مسؤولون أميركيون إنها زودت روسيا بالصواريخ لاستخدامها ضد أوكرانيا، وكذلك الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني، فيما تنفي طهران وموسكو حصول روسيا على صواريخ إيرانية.

وذكرت "رويترز" أن صورًا لشركة "بلانيت لابس" راجعها في وقت سابق من هذا العام إيفليث، وجيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري أظهرت توسعات كبيرة في خجير، ومجمع مدرس العسكري بالقرب من طهران. ووفقًا لتقيماتهما كانت هذه التوسعات تهدف إلى تعزيز إنتاج الصواريخ، فيما أكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار هذا الاستنتاج.

المصادر:
وكالات
شارك القصة