أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرة مسيّرة أوكرانية حاولت مهاجمة محطة كورسك النووية الروسية أثناء الليل وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر لم تذكر هويته.
وأسقطت الطائرة بالقرب من مستودع للوقود النووي المستنفد في المحطة النووية التي تعتبر من الأكبر في روسيا.
يأتي ذلك، بعد أن اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الخميس أوكرانيا، بمحاولة ضرب المحطة النووية التي يتوقع أن يزورها قريبًا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تشن قوات كييف هجومًا واسعًا على المنطقة منذ أكثر من أسبوعين.
وكانت أوكرانيا قد بدأت في السادس من أغسطس/ آب الجاري، هجومًا كبيرًا على هذه المنطقة الحدودية الروسية، واستولت على عشرات البلدات ومئات الكيلومترات المربعة. وتقع محطة كورسك للطاقة النووية على بعد حوالي خمسين كيلومترًا من مواقع القوات الأوكرانية.
ماذا قال بوتين؟
وقال بوتين خلال اجتماع مع أعضاء حكومته وحكام المناطق المحاذية لأوكرانيا نقله التلفزيون: "حاول العدو ضرب المحطة النووية خلال الليل". ولم يقدم بوتين تفاصيل، لكنه أكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "أبلغت" بهذا الهجوم و"وعدت بإرسال اختصاصيين لتقييم الوضع".
من جهة أخرى، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية شنت 53 هجومًا على مواقع على جبهة بوكروفسك في شرق أوكرانيا أمس، في الوقت الذي تضغط فيه موسكو للسيطرة على البلدة الإستراتيجية.
ولفتت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في بيان إلى أن الاستيلاء على بوكروفسك، التي تقترب منها القوات الروسية بوتيرة مطردة لا يزال محورًا رئيسيًا للجهود الروسية في أوكرانيا.
وفي مناطق أخرى في الشرق، هاجمت القوات الروسية مواقع أوكرانية بالقرب من تجمع نيو-يورك السكني. وقالت روسيا في وقت سابق إنها سيطرت على التجمع السكني لكن كييف لم تؤكد ذلك.
"خنجر خلف الظهر"
سياسيًا، وبعيدًا عن ميدان الحرب المستعرة بين الطرفين منذ فبراير/ شباط 2022، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف قوله اليوم، إن روسيا تعتقد أن الولايات المتحدة ستلغي في مرحلةٍ ما كل القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة لأوكرانيا.
وقال أنتونوف إن "الإدارة الحالية تتصرف مثل شخص يمد يده ويحمل خنجرًا خلف ظهره باليد الأخرى"، ووصف تعليقات صدرت في الآونة الأخيرة عن واشنطن بشأن عدم السماح لكييف باستخدام الأسلحة الأميركية لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية بأنها "استفزازية".
وأضاف: "إنهم، في الأساس، يمهدون الطريق لإلغاء كل القيود المفروضة عند نقطة معينة".
الدور الأميركي
وقدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة تتجاوز 50 مليار دولار منذ عام 2022، لكنها وضعت قيودًا ليتم استخدام أسلحتها فقط على الأراضي الأوكرانية والعمليات الدفاعية عبر الحدود.
وقال أنتونوف إنه من غير الممكن أن يكون هناك حوار جاد مع الولايات المتحدة، إلا إذا أنهت سياستها "العدائية" تجاه روسيا، والتي تشمل دعم أوكرانيا وفرض عقوبات ضد موسكو.
وذكر أنتونوف أن عقد لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل يبدو أمرًا غير مرجح.