يتظاهر أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بشكل شبه أسبوعي، للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لعقد صفقة تحرر ذويهم مقابل وقف العدوان على غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ومع تجاهل نتنياهو هذه الدعوات والاستمرار في قصفه قطاع غزة، ينقسم الشارع الإسرائيلي بين مؤيد ومعارض، لا سيما أن الكثير من أهالي الأسرى بدا لهم أن الحكومة الإسرائيلية لا تهتم بحياة ذويهم بقدر ما تبحث عن صورة نصر يمكن تصديرها للجبهة الداخلية في إسرائيل.
"أنتم السبب"
وترك ذلك الانقسام، شكوك واتهامات بقدرات جيش الاحتلال من ذوي الأسرى، إذ ظهر أفيداي بروديتس، وهو مستوطن إسرائيلي زوجته وأبناؤه الثلاثة ضمن الأسرى لدى حركة "حماس"، في لقاء تلفزيوني مع "بوعز بسموط" عضو الكنيست عن حزب الليكود، واتهمه على الهواء بأن الحكومة والجيش الإسرائيليين هما السبب في أسر عائلته، لأنهم لم يكونوا موجودين أصلًا، يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتوجه أفيداي إلى بسنموط بالقول: "أنتم تعيشون فيلمًا وتتهمون حماس وأنتم المتهمون، أنتم المتهمون بذلك، لقد وقفت في بيتي ورأيتهم قادمون، رأيتهم بعيني، لكن هل تعلم ما الذي لم أره؟، لم أر دبابات ولا مروحيات ولا جنود لم أر شيئًا، لو كانوا هنا لما حدث شيء من هذا، أنتم المشكلة وليست حماس، أنتم تعيشون وهمًا وتتهمون حماس، أنتم المشكلة، من تخلى عن الدفاع عني هو أنتم".
وأضاف أفيداي: "حماس هناك وستبقى هناك، أنتم تعيشون في فيلم، أنتم الأزمة وليست حماس".
ولم يكتف بروديتس بتوبيخ بسموط، لكنه فضح جنود الاحتلال الذين يسوق الإعلام الإسرائيلي أنهم يخدمون في "الجيش الذي لا يقهر"، لكن في أول مواجهة مع مقاتلي حماس اختبؤوا خلف بروديتس نفسه.
"حماس أذكى منا"
وقال أفيداي في الحلقة التلفزيونية لعضو مجلس الكنيست: "دعني أشرح المشكلة، هل تعلم لماذا تم اختطاف أسرتي؟، لم يكن ذلك بسبب حماس، ولكن لأن الجيش لم يدافع عني، هذا هو السبب، حماس صغيرة جدًا، هكذا أما دولة "إسرائيل" عملاقة، كان بإمكان الجيش صد حماس بسهولة، لكن كان هناك أغبياء لم يدافعوا عني واعتمدوا علي". وأكمل الإسرائيلي: "الجنود اختبأوا خلفي ولم يكونوا أمامي، لقد انهار الجيش وفهمت حماس ذلك، وكانت أذكى منا ونفذت عملية مذهلة".
وفي السابع من أكتوبر، نفذت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عملية "طوفان الأقصى" في مستوطنات ومقرات الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة، ما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 240 منهم وفق جيش الاحتلال.
تفاعل واسع
وتفاعل المتابعون على مواقع التواصل مع تصريحات بروديتس، فقال ناشط يدعى مارتن : "الكيان يعيش حالة تخبط لها ما بعدها، هم يعلمون ما حصل بالضبط من حالة الانهيار السريع للجيش والهروب، بل إنهم متورطون في قتل كثير من مستوطنيهم، هذه الحالةُ يريدون مسحها عبر ترويج فكرة القضاء على حماس لعلهم يزيلون عنهم، لكن هيهات، بإذن الله سترون لأول مرة حالة التفكك التي ستفنيهم".
من جهة أخرى، كتب إسرائيلي يدعى مينا: "حماس ستبقى، هو واع بالحقيقة المجردة.. المقاومة باقية".
ناشط آخر على مواقع التواصل، يدعى محمد، كان له رأي في موضوع الأسرى قال: "الأسرى كلهم من سكان المستوطنات، وهؤلاء مواطنون من درجة رابعة، في إسرائيل، حثالة المجتمع، لذلك إسرائيل لا مانع لديها من قتلهم، وحياتهم بلا قيمة عندها".
وبينما أقر الجيش الإسرائيلي أن نحو 240 أسيرًا تحتجزهم حماس، تقول المقاومة الفلسطينية إن العدد أكبر من ذلك، وقد قتل منهم أكثر من خمسين تحت القصف الإسرائيلي على القطاع.