أعلن ممثل الأمم المتحدة الخاص في السودان فولكر بيرتيس، اليوم الأحد، أنه التقى رئيس الحكومة المُقالة عبد الله حمدوك في الخرطوم وبحث معه خيارات الوساطة والخطوات التالية المحتملة، للتعامل مع الأزمة الناجمة عن انقلاب نفذه قادة الجيش على شركائهم المدنيين في السلطة الانتقالية.
وجاء لقاء بيرتيس بحمدوك في وقت أغلق متظاهرون ضد الانقلاب في السودان الطرقات في العاصمة الخرطوم الأحد غداة تظاهرات شعبية حاشدة قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف الذين نزلوا إلى شوارع الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بحكومة مدنية و"إسقاط حكم العسكر" بعد نحو أسبوع من الانقلاب.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن الإثنين الماضي حل مؤسسات الحكم الانتقالي، وأبرزها مجلس السيادة الذي يشاطرهم فيه المدنيون والحكومة المدنية برئاسة عبد حمدوك، واعتقال عدد من الوزراء ومسؤولين مدنيين فيما أخضع حمدوك إلى الإقامة الجبرية، مطيحًا بمرحلة انتقالية كان من المنتظر أن تنتهي عام 2024 بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة.
"حمدوك بصحة جيدة"
وفور إطاحة البرهان بشركائه المدنيّين، بدأ السودانيّون عصيانًا مدنيًا وأقاموا متاريس في الشوارع لشلّ الحركة في البلاد، ما دفع قوات الأمن إلى استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضدهم.
وقال بيرتيس في تغريدة: "بحثنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدمًا بالنسبة للسودان. سأواصل الجهود تلك مع أصحاب الشأن في السودان".
وأضاف أن حمدوك "بصحة جيدة لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته".
لتقيت للتوSudanPMHamdok @ في منزله، حالته جيدة لكنه ما زال تحت الإقامة الجبرية. ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين.
— Volker Perthes (@volkerperthes) October 31, 2021
وبدأت جهود الوساطة من جانب المجتمع الدولي داخل السودان قبل احتجاجات أمس السبت من دون أن يرد أي ذكر لنتائجها.
وقالت مصادر مقربة من حمدوك، بحسب رويترز، إنه طالب بإطلاق سراح المعتقلين والعودة إلى اتفاق تقاسم السلطة الذي كان قائمًا قبل الانقلاب.
12 قتيلًا حصيلة قمع الاحتجاجات
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن ثلاثة محتجين قتلوا برصاص قوات الأمن في مدينة أم درمان أمس السبت لترتفع حصيلة القتلى بين المحتجين السودانيين على الانقلاب إلى 12 منذ الإثنين. ونفت الشرطة إطلاق النار على المحتجين خلال المظاهرات، قائلة للتلفزيون الحكومي إن شرطيا أصيب بجرح ناجم عن طلق ناري.
وبعد أن تراجعت حدة التظاهرات ليل السبت في الخرطوم وأم درمان، عاد المتظاهرون صباح الأحد إلى الشوارع واستخدموا الحجارة والإطارات لإغلاق الطرقات.
وأدى استيلاء العسكر على السلطة في السودان إلى موجة إدانات دولية، وتعليق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان، ومطالبات بالعودة إلى الحكم المدني، وسط تحذيرات للسلطات العسكريّة من استخدام العنف ضدّ المتظاهرين.
والخميس طالب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بالإجماع بـ"عودة حكومة انتقاليّة يديرها مدنيّون"، مبديًا "قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة".