أسف الاتحاد الدولي لكرة القدم والنقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، أمس الأحد، لزيادة التعليقات المسيئة والعنصرية في الملاعب.
وكان الفيفا قد أصدر تقريرًا يوم أمس، لمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية بالأمم المتحدة، أظهر خلاله أن 20 ألف تعليق مسيء وعنصري نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر 2022.
تقرير الفيفا بالأرقام
واعتمد تقرير الفيفا على برنامج "سمبز" الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي، لتتبع التعليقات المسيئة والعنصرية، التي تستهدف اللاعبين والمدربين والمسؤولين، وقد تبين أن 13 ألفًا من هذه التعليقات نشرت على منصة تويتر، وتم الإبلاغ عنها.
وقال تقرير الفيفا وفيفبرو إن البرنامج تمكن من تحديد هوية أكثر من 300 شخص لجأوا إلى تلك التعليقات خلال مونديال قطر، وسيتم تقديم بياناتهم إلى سلطات إنفاذ القانون، فيما تبين أن 38% من هذه التعليقات كانت من حسابات في أوروبا، بينما أتت القارة الأميركية اللاتينية في المرتبة الثانية بنسبة 36% من التعليقات المسيئة.
وسجلت فرنسا أكبر عدد من حسابات استخدمت تعليقات مسيئة، فيما جاءت البرازيل في المرتبة الثانية، تليها إنكلترا، وقد اتخذت 11% من تلك التعليقات طابعًا عنصريًا.
قضية فينيسيوس
وفي حديث إلى "العربي" من باريس، قال الناقد الرياضي محمد مندور، إن تفشيًا ملحوظًا لخطاب العنصرية يتصاعد في ملاعب كرة القدم، ولا سيما بعد جائحة فيروس كورونا.
وعلى قاعدة "رب ضارة نافعة"، رأى مندور أن ما حدث مع اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور، خلال مباراة فريقه ريال مدريد وفالنسيا، الشهر الماضي في الدوري الإسباني، سيفتح الباب أمام الاتحاد الدولي للعبة للحزم في التعامل مع هذه الآفة.
وأشار مندور إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي سيحد بشكل كبير من وجود العنصريين على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه شدد على ضرورة التنبه إلى جذور تلك الظاهرة للحد منها في المجتمعات، ومكافحتها منذ الصغر، وترسيخ قواعد احترام حقوق الإنسان.
"لا للتمييز"
يذكر أن تقرير الفيفا جاء بعد أيام قليلة من اجتماع رئيسه جياني إنفانتينو مع فينيسيوس، لمناقشة كيفية تعامل أسرة كرة القدم مع قضايا التمييز، حيث قال رئيس الفيفا: "التمييز عمل إجرامي. بمساعدة هذه الأداة، نحدد الجناة ونبلّغ السلطات عنهم حتى تتم معاقبتهم على أفعالهم".
وأضاف إنفانتينو :" نتوقع أيضًا من منصات وسائل التواصل الاجتماعي قبول مسؤولياتهم ودعمنا في مكافحة جميع أشكال التمييز. موقفنا واضح: نقول لا للتمييز".