طمأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الزعماء الآسيويين اليوم الثلاثاء إلى استقرار بلاده ووحدتها في أول ظهور له في منتدى دولي منذ التمرد المسلح القصير الذي هزّ روسيا الشهر الماضي.
وأكد بوتين في اجتماع افتراضي لمنظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم أيضًا الصين والهند، أن "الشعب الروسي متماسك بشكل لم يسبق له مثيل".
وأشار إلى أن الدوائر السياسية الروسية والمجتمع أظهروا "تكاتفهم وحسهم العالي بالمسؤولية عن مصير الوطن عندما ردوا في شكل جبهة موحدة على محاولة التمرد المسلح".
"إزالة الشكوك حول سلطة بوتين"
ويوضح تركيز بوتين على وحدة روسيا في اجتماع مع الحلفاء الرئيسيين مدى حرصه على إزالة أي شكوك حول سلطته على المسرح العالمي بعد تمرد رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين.
وسيطر مقاتلو المجموعة على مدينة جنوبية وتقدموا صوب موسكو في 24 يونيو/ حزيران، ومثلوا لبوتين أكبر تحد لقبضته على السلطة منذ وصوله لسدة الحكم في اليوم الأخير من عام 1999. وانتهى التمرد بصفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
وكان بوتين قد تعهد في البداية بسحق التمرد الذي شبهه بالفوضى التي جرت في عام 1917، وأدت إلى الثورة البلشفية ثم حرب أهلية، ولكن بعد ذلك بساعات تم التوصل لاتفاق يسمح لبريغوجين وبعض مقاتليه بالذهاب إلى بيلاروسيا.
بالهتافات والتصفيق.. سكان مدينة #روستوف الروسية يحيّون قائد "فاغنر" ومقاتليه أثناء انسحابهم من المنطقة العسكرية الجنوبية pic.twitter.com/fUUqFQH9JT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 25, 2023
روسيا "ستقف في وجه الضغوط والاستفزازات"
وشكر بوتين في خطابه أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون الذين قال إنهم عبروا عن دعمهم لجهوده "لحماية النظام الدستوري وحياة المواطنين وأمنهم".
وقال إن روسيا ستقف في وجه الضغوط الغربية والعقوبات و"الاستفزازات" في ما يتعلق بما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
وتنظر روسيا إلى دول مثل الصين والهند وإيران، وهي أحدث عضو في منظمة شنغهاي للتعاون، كشركاء رئيسيين في مواجهة الولايات المتحدة.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد صرّح أمس الإثنين، أن تمرد "فاغنر" القصير لم يؤثر على "العملية العسكرية الخاصة" التي تنفذها بلاده في أوكرانيا.
وأضاف الوزير الروسي أن الهدف من التمرد كان تقويض استقرار روسيا لكنه فشل بسبب ولاء الجيش، مشيرًا إلى أنه لم يؤثر على الوضع في الخطوط الأمامية.
وتابع خلال اجتماع بالوزارة: "التحريض لم يؤثر على أعمال وحدات الجيش (المشاركة في العملية)".