أفاد تحليل شامل نُشر اليوم الإثنين، أن المراكز الصناعية والاقتصادية في الصين والولايات المتحدة، تعد من بين أكثر المناطق عرضة في العالم للتداعيات المدمّرة لتغيّر المناخ.
وأكدت الاستنتاجات الجديدة على الحاجة الملحّة، لتركّز الحكومات على إجراءات إزالة الكربون والتكيف، مثل الوقاية من الفيضانات، كما تكشف أن التداعيات الاقتصادية للتغير المناخي، قد تكون خطرة وواسعة النطاق.
وتقع 9 من أكثر عشر مناطق عرضة للخطر في الصين، حيث تتصدّر مدينتان تتمتعان بأهمية اقتصادية بالغة هما جيانغسو وشاندونغ التصنيف العالمي الذي وضعته مبادرة The Cross Dependency Initiative XDI.
وبعد الصين، تقع أكثر المناطق عرضة للخطر في الولايات المتحدة. وتعد فلوريدا التي تحل بالمرتبة العاشرة في التصنيفات العالمية أكثر الولايات الأميركية عرضة للخطر، تليها كالفورنيا وتكساس.
وتشكّل مناطق واقعة في الصين والهند والولايات المتحدة أكثر من نصف تلك المصنّفة في المراتب المئة الأولى.
سيناريو "متشائم"
وقال مدير العلوم والابتكار لدى XDI، كارل مالون، في إيجاز صحافي: "نتلقى إشارة قوية جدًا من بلدان مثل الصين والولايات المتحدة والهند. إنها بشكل أساسي محرّكات الاقتصاد العالمي حيث البنى التحتية الكبيرة".
يذكر أن التحليل خلُص إلى أن الفيضانات سواء في المناطق الداخلية أو الساحلية، تمثّل أكبر خطر للبنى التحتية المادية. كذلك نظر التقرير في مخاطر الحر الشديد، وحرائق الغابات وحركة التربة، والرياح الشديدة، وذوبان الجليد.
ويغطي التحليل أكثر من 2600 منطقة في العالم، واضعًا نماذج للأضرار بين العامين 1990 و2050 بناء على سيناريو "متشائم" للاحترار العالمي بثلاث درجات مئوية، بحلول نهاية القرن الحالي، وفق ما حددته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
مخاطر مالية
والشهر الماضي، أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن السنوات الثماني الماضية كانت الأكثر دفئًا على الإطلاق على مستوى العالم نتيجة زيادة تركيز الغازات الدفيئة بشكل مستمر، مؤكدة أن عام 2022، كان العام الثامن على التوالي الذي وصلت فيه درجات الحرارة العالمية السنوية إلى ما لا يقل عن درجة مئوية فوق المستويات الطبيعية.
وتعد هذه المعطيات عملية جمع البيانات الأشمل من نوعها، وسط آمال في أن توفّر معلومات تساعد على تحديد السياسات المناخية والاقتصادية.
كما يمكنها أن تؤثر على القرارات الاستثمارية، في وقت تعيد الشركات تقييم المخاطر المالية، بناء على التعرّض المرتبط بالتغير المناخي في المناطق المعرّضة للخطر. ويقول مالون: "سيفكّر الأشخاص الساعون لبناء مصنع أو تأسيس سلسلة توريد مرتبطة بهذه الولايات والمقاطعات مليا قبل اختيار الموقع".
وأشار إلى أنه قد يكون هناك "في أفضل الأحوال تسعيرات مرتبطة بالمخاطر في هذه المناطق، أو في أسوأ الأحوال، هروبًا لرؤوس الأموال فيما يسعى المستثمرون لإيجاد ملاذات أكثر أمانًا".
100 موقع
وتشمل المراكز الاقتصادية الأخرى المدرجة ضمن المواقع المئة، بكين وبوينوس ايرس، ومدينة هو تشي منه، وجاكرتا وبومباي، وساو باولو وتايوان. كذلك تضم القائمة ولايات ومقاطعات في أستراليا وبلجيكا وكندا وألمانيا وإيطاليا.
أما في أوروبا، فتعد منطقة ساكسونيا السفلى الألمانية الأكثر عرضة للخطر، بينما حلّت منطقة فينيتو الإيطالية حيث تقع مدينة البندقية في المرتبة الرابعة أوروبيًا.
وسُجلت الزيادة الأكبر في الأضرار من العام 1990 إلى 2050 في منطقة جنوب شرق آسيا، بحسب النموذج. وأفادت XDI أنها نشرت التحليل استجابة لطلبات المستثمرين.
وقال الرئيس التنفيذي لدى XDI، روهان هامدن، في بيان: "بما أن البنى التحتية واسعة النطاق تتداخل بالمجمل مع مستويات عالية من النشاط الاقتصادي وقيمة رأس المال، فلا بد من فهم الخطر المادي للتغير المناخي بشكل مناسب وتحديد ثمنه".