الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

حبس أنفاس في أوكرانيا.. النظام العالمي في خطر والحرب "مسألة ساعات"؟

حبس أنفاس في أوكرانيا.. النظام العالمي في خطر والحرب "مسألة ساعات"؟

شارك القصة

تناول حلقة "للخبر بقية" بالتحليل القلق المتصاعد والمخاوف المتزايدة بشأن الأزمة في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
بالنظر إلى ماضيه القريب فإنّ الحديث عن نيّة بوتين غزو أوكرانيا لا يبدو مُبالَغًا فيه، فقد سبق وهاجم جورجيا واستولى على جزيرة القرم.

أصبحت الأزمة الأوكرانية حديث الساعة الذي يحبس الأنفاس، في ظلّ سخونة على الأرض، تقابلها تصريحات عالية السقف، تتفاوت بين الإنذار والتهديد، وقد تجلّت بوضوح في أروقة مؤتمر الأمن ودهاليزه في ميونيخ.

في المؤتمر، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من أنّ النظام العالمي القائم حاليًا في خطر، متهمة روسيا والصين بالسعي لتغيير القواعد الدولية القائمة. وفيما بادرت بكين للدفاع عن نفسها وعن موسكو الغائبة الحاضرة، دعا وزير خارجيتها إلى احترام مخاوف روسيا الأمنية.

لكنّ مخاوف رئيسة المفوضية الأوروبية لا تأتي من فراغ، فروسيا تحشد عتادًا عسكريًا على طول الحدود مع أوروبا الشرقية، هو الأكبر منذ الحرب الباردة، ورئيسها فلاديمير بوتين يشرف شخصيًا على مناورات استُعمِلت فيها صواريخ بالستية وصواريخ كروز.

أما الخاصرة الرخوة أوكرانيا فقرع طبول الحرب فيها يزداد يومًا بعد يوم مع إعلان الانفصاليين التعبئة العسكرية والقيام بعمليات إجلاء تجاه روسيا، فهل باتت الحرب مسألة أيام أو ربما ساعات؟ وهل يملك الغرب حلولًا غير التصريحات المندّدة والتلويح بعقوبات؟

هل يفعلها بوتين؟

في مؤتمر ميونيخ للأمن، يعكف المشاركون على البحث عن حل للأزمة. تطرح الصين رؤيتها للحل، الذي تراه في تحييد أوكرانيا وليس بتحويلها إلى جبهة أمامية للناتو.

هذا ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إنه الهدف الذي حشد من أجل تحقيقه أكثر من مئة ألف جندي على الحدود مع أوروبا الشرقية. هو الحشد الأكبر منذ الحرب الباردة.

لكن هناك من يرى أنّ بوتين أراد اللعب بورقة الحشود لإجبار كييف على تغيير خططها بشأن الانضمام إلى الناتو.

وبالنظر إلى ماضيه القريب فإنّ الحديث عن نيّته غزو أوكرانيا لا يبدو مُبالَغًا فيه، فقد سبق وهاجم جورجيا الطامحة إلى عضوية الناتو واستولى على جزيرة القرم.

إلا أنّ الغرب قد وضعه في مأزق كما يبدو، حيث وضع أمامه خيارين أحلاهما مرّ، الأول أن يسحب جيوشه بعيدًا عن أوكرانيا من دون أن يقدم الناتو أيّ تنازل له، وفي ذلك ضربة لروسيا، فأوكرانيا لا تزال مصرّة على الانضمام إلى الناتو، ويطالب رئيسها بوضع جدول زمني لذلك.

أما الخيار الثاني فهو مضيّ بوتين قدمًا في خططه للغزو. هنا ترتفع لهجة واشنطن وحلفائها، وسط تحذيرات من هجوم وشيك على أوكرانيا، تعقبه عقوبات قاسية غير مسبوقة على موسكو.

وفي النتيجة، يستعرض طرفا الأزمة قوتيهما، ملوّحين بأوراقهما الرابحة التي قد تأخذ بأيديهما إلى طاولة تفاوض لربما تُرسَم عليها خارطة جديدة لمراكز القوى العالمية.

أوروبا "غير مستعجلة"

يؤكد الكاتب المتخصّص في شؤون الاتحاد الأوروبي مصطفى سعيد أنّ الموقف من أوكرانيا بالنسبة إلى الأوروبيين واضح، وهو يقوم على دعم أوكرانيا في سيادتها وعدم تغيير أيّ حدود، على أن تبقى المناطق المتنازع عليها في شرق أوكرانيا ضمن السيطرة الأوكرانية، مع تنفيذ اتفاقية مينسك.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من برلين، إلى أنّ أوروبا منذ عام 2014 قدّمت الكثير من المساعدات لأوكرانيا، متحدّثًا عن خلاف على نقطتين، وتحديدًا المساعدات العسكرية التي تطالب بها أوكرانيا حيث تتحفظ ألمانيا عليها، وكذلك عضوية الناتو.

ويوضح أنّ الطرف الأوروبي ليس مستعجلًا في مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، داعيًا في هذا السياق إلى الالتفات إلى كلام المستشار الألماني في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الروسي، حين قال إنّ عضوية أوكرانيا حاليًا ليست مطروحة للبحث.

"هذه إستراتيجية بوتين"

من جهته، يعتبر المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية وليام لورنس أنّ المسألة الإشكالية لا تتعلق بعضوية الناتو ولا بالأموال التي تذهب إلى أوكرانيا، وإنما بكل بساطة برغبة بوتين في غزو أوكرانيا.

ويرى في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنّ الرئيس الروسي "يريد أن يُخضِع أوكرانيا ويضعها تحت سيطرته". ويشدّد على أنّ "واشنطن تحاول إما أن توقف بوتين عن هذاا لفعل أو فرض العقوبات عليه إذا قام بالغزو".

وفيما يلفت إلى الحشود العسكرية على حدود أوكرانيا، يعتبر أنّ بوتين "يخترع المشكلات كما فعل سابقًا في جورجيا وحتى في أوكرانيا نفسها"، مضيفًا: "هذه هي إستراتيجية بوتين حتى يُخضِع المنطقة، لكن لا يمكن أن يتمّ التفاوض على شيء عندما يكون السلاح موجّهًا إلى رأسك".

روسيا "لن تصدّق الوعود"

في المقابل، ينفي الأستاذ في الأكاديمية الروسية محمود الأفندي أن تكون روسيا هي من تفتعل التوتر حول أوكرانيا، مشيرًا إلى أنّ القوات الروسية التي تمّ حشدها جاءت ردًا على القوات الأوكرانية المنتشرة على حدود دونباس.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أنّ القوات الأوكرانية تُحشَد قبل القوات الروسية والسلاح يقدّم لهم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ويشدّد على أنّ روسيا لن تصدق الوعود بعد الآن، مشيرًا إلى أنّ الوعود بأن الناتو لن يتوسع شرقًا بدأت منذ 1990 لكن التوسع بدأ حتى وصل في آخر موجة إلى حدود روسيا.

ويؤكد أنّ روسيا تعارض بشكل واضح دخول أوكرانيا إلى حلف الناتو، مشيرًا إلى أنّ هذا الوضع لا يلائم روسيا. ويلفت إلى أنّ روسيا تريد ضمانات أمنية ولا تريد وعودًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close