أعلن الكرملين اليوم الخميس، أنّ الرئيس فلاديمير بوتين سيبحث مجموعة من التدابير لتعزيز أمن بلاده، إذا انضمت فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" فور تلقيه مقترحات من وزارة الدفاع بشأن هذا الأمر.
جاء ذلك بينما تواصل روسيا هجومها العسكري ضد أوكرانيا منذ 50 يومًا، حيث أظهرت حرصها على المضي قدمًا فيما تسميه "تعزيز أمنها"، وذلك بعدما أبدت عدد من الدول عقب الهجوم على أوكرانيا رغبتها في الانضمام مباشرة إلى حلف "الناتو".
تدابير روسية لتعزيز الأمن
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في اتصال جماعي مع الصحافيين إن الوزارة ما تزال تحتاج إلى وقت لإعداد المقترحات.
وجاءت تصريحات بيسكوف، بعد تحذير وجهه ديمتري ميدفيديف، أحد أقرب حلفاء بوتين، إلى حلف شمال الأطلسي من أن روسيا ستضطر لتعزيز دفاعاتها في المنطقة، إذا انضمت فنلندا والسويد إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي أواخر مارس/ آذار الماضي، أعلنت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون، أنّها "لا تستبعد" أن تقدّم بلادها طلبًا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، في تغيير أساسي في موقفها الذي كان حتى اليوم يرفض انضمام ستوكهولم لأي تحالف عسكري.
والسويد ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي وهي رسميًا غير منحازة عسكريًا، على الرّغم من أنّها شريك لحلف الأطلسي وتخلّت بعد انتهاء الحرب الباردة عن خط الحياد الصارم.
وتعارض روسيا بشدّة دخول السويد وكذلك أيضًا فنلندا في التحالف الغربي، في وقت قدمت فيه أوكرانيا طلبًا رسميًا للانضمام إلى "الناتو"، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قال قبل أسابيع إنه "يجب الاعتراف" بأن أوكرانيا لن تكون قادرة على الانضمام إلى الناتو.
توجيه صادرات الطاقة الروسية نحو آسيا
وفي سياق آخر، دعا الرئيس الروسي، اليوم الخميس، إلى إعادة توجيه صادرات الطاقة الروسية من أوروبا إلى آسيا، في ظلّ الأزمة الناجمة عن الهجوم على أوكرانيا، متّهمًا الأوروبيين بـ"زعزعة السوق" عبر السعي إلى الاستغناء عن المحروقات الروسية.
وخلال اجتماع حكومي مخصّص لقطاع الطاقة في ظلّ العقوبات الدولية قال بوتين: "سننطلق من مبدأ مفاده أن الكمّيات المسلّمة إلى الغرب ستنخفض في المستقبل"، مشيرًا إلى أنه "لا بدّ من إعادة توجيه صادراتنا نحو أسواق الجنوب والشرق التي تشهد نموّا سريعًا".
أوكرانيا تدعو إلى تفعيل سلاح النفط
ولطالما شدّدت كييف على ضرورة استخدام سلاح النفط بوجه موسكو لردعها ووقف الحرب، إذ دعا زيلينسكي الاتحاد الأوروبي، إلى التخلي عن الطاقة الروسية لوقف تمويل آلة الحرب الروسية. وفي رسالة مصورة نشرها مساء الأربعاء، شدد على وجوب فرض الاتحاد حظرًا نفطيًا على روسيا.
وقال: "يجب على أوروبا أن تظهر بوضوح أنها مستعدة للتخلي عن جميع مصادر الطاقة الروسية، بما يعني التوقف عن تمويل آلة الحرب الروسية".
وأكد الرئيس الأوكراني أن القوات الروسية كثفت نشاطها في شرق وجنوب البلاد وواصلت هجماتها الصاروخية والمدفعية وجلبت معدات عسكرية جديدة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد حظرتا النفط الروسي على أمل قطع مصدر كبير للعائدات عن موسكو. لكن هذا القرار له أثر أكبر على الاقتصاد الأوروبي؛ بالنظر لمدى اعتماد القارة على الخام الروسي، وربما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة التي زادت بالفعل.
وقبل أيام قررت وزارة الطاقة الروسية تعليق نشر بيانات إنتاج النفط وصادراته التي كانت تنشرها شهريًا، إذ كانت الوحدة عادة ما تنشر بيانات إنتاج النفط وصادراته في اليوم الثاني من كل شهر.
وبحسب ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، فإن إنتاج روسيا من النفط قد ينخفض بنسبة "ما بين 4 و5% في أبريل عن مستواه في مارس/ آذار بسبب مشكلات تتعلق بالتأمين والشحن.
وتعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 10.3 ملايين برميل يوميًا.
وكان وزير المالية الروسي السابق، أليكسي كودرين، قد أعلن الثلاثاء الماضي، أن اقتصاد بلاده في طريقه نحو الانكماش أكثر من 10% هذا العام، فيما شهدت موسكو أكبر انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 1994.