أكدت حكومة حزب العمال البريطانية الجديدة، اليوم الجمعة، أنها ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ودعت إسرائيل إلى السماح بتعزيز دخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان وحصار إسرائيلي خانق.
وكانت بريطانيا من بين عدة دول أوقفت تمويلها للأونروا بعد اتهامات من إسرائيل، بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن تعود تلك الدول تباعًا عن قرارها.
"التزام بأعلى معايير الحيادية"
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان، إنه مطمئن إلى أن الوكالة اتخذت خطوات "لضمان التزامها بأعلى معايير الحيادية".
وأضاف أن الحكومة ستقدم الآن 21 مليون جنيه استرليني (27.1 مليون دولار) في التمويل الجديد.
وشدّد لامي على أن سوء التغذية في غزة بلغ الآن حدًا جعل الأمهات لا يجدن ما يطعمن به أطفالهن من أثدائهن، لافتًا إلى أن معدلات الإسهال أعلى 40 مرة عن المعدلات الطبيعية كما ظهر مرض شلل الأطفال.
وأضاف أن "المساعدات الإنسانية ضرورة أخلاقية في مواجهة مثل هذه الكارثة، ووكالات الإغاثة هي التي تضمن وصول الدعم البريطاني إلى المدنيين في أرض الواقع".
وأردف بأن الأونروا تلعب قطعًا دورًا محوريًا في هذه الجهود. ولا تستطيع أي وكالة أخرى تقديم المساعدات بالحجم المطلوب".
عائلات غزة فقدت كل شيء
وكانت "الأونروا" قد أكدت أمس الخميس، أن عائلات غزة فقدت كل شيء والأوضاع تتدهور يوميًا، وسط قلة الغذاء والخيام ما يعرض حياة الضعفاء للخطر.
وأضافت في منشور على حسابها عبر منصة إكس، أن "زملاءنا في القطاع يواصلون توزيع المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، مثل الخيام والأواني، ولكن هذا ليس كافيًا".
وشدّدت على أن "الأوضاع بغزة تتدهور يوميًا، ما يعرض حياة الضعفاء للخطر"، مبينة أن "هناك حاجة إلى مزيد من وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
واستأنفت دول عدة منها اليابان وألمانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا تمويلها للوكالة، لكن الولايات المتحدة لم تفعل.
وقالت مراجعة قادتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا ونُشرت في أبريل/نيسان الفائت، إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهامها بحق موظفين في الأونروا.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قال وزير الخارجية البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون إنه يريد "ضمانًا قاطعًا" بأن الأونروا لن تستقطب موظفين "يرغبون في مهاجمة إسرائيل".
وحلّ لامي محل كاميرون وزيرًا للخارجية بعد فوز حزب العمال في الانتخابات، التي أُجريت في الرابع من الشهر الجاري.
