طوى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الخامس والأربعين، بينما يواصل الاحتلال استهدافه للأحياء ومراكز الإيواء والمستشفيات.
وبحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الإثنين، فإن ما لا يقل عن 13300 فلسطيني استشهدوا في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بينهم 5600 طفل و3550 امرأة.
أما عدد الإصابات، فتجاوز - وفق المصدر نفسه - 31 ألف إصابة أكثر من 75% منها من الأطفال والنساء.
وحثّت منظمة العفو الدولية اليوم الإثنين، المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية على "اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لتسريع التحقيق في جرائم الحرب بقطاع غزة".
المقاومة ترد على جرائم الاحتلال
وطال القصف الإسرائيلي اليوم الإثنين مخيم النصيرات ومدرسة ومنزلًا بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
كما استهدف طابق العيادات والجراحة في المستشفى الإندونيسي، حيث أشارت وزارة الصحة في غزة إلى "تكدس الجثث" في المستشفى المحاصر من قبل الآليات العسكرية الإسرائيلية.
وتحدثت الوزارة في وقت سابق عن ارتقاء شهداء في استهداف الاحتلال الإسرائيلي نازحين أثناء خروجهم من المستشفى.
وتحاصر الدبابات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي وتطلق نيران أسلحتها الرشاشة والمدفعية باتجاه المرضى والنازحين في داخله، حيث تصف حركة "حماس" قصف وحصار المستشفى بأنه "جريمة تستدعي تدخلًا دوليًا لحماية آخر مؤسسة صحية تعمل في شمال القطاع".
من جانبه، أشار الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي تيسير محيسن إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يصرّ على إخراج مستشفيات محافظتَي غزة وشمالها من الخدمة، ويريد تحييد المستشفيات لضرب صمود أهالي القطاع.
إلى ذلك، تواصل المقاومة في قطاع غزة التصدي للعدوان الإسرائيلي، حيث أشار المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة إلى استهداف 60 آلية عسكرية إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وتنفيذ عدد من العمليات النوعية. وقال: "أوقعنا قتلى في كمين جنوب غربي مدينة غزة".
وفي وقت سابق، كشفت كتائب القسام عن استهداف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة ردًا على المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة.
بدورها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن استهداف حشود عسكرية للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون في محيط أبراج الشيخ زايد شمالي قطاع غزة.
البيت الأبيض يتحدث عن صفقة أسرى
من جهة أخرى، قال البيت الأبيض الذي أكد العمل على إنجاز صفقة أسرى: "نعتقد بأننا اقتربنا من إنجاز صفقة أسرى في غزة".
بدورها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الاحتلال أعطى الضوء الأخضر لصفقة أسرى بانتظار رد حركة حماس.
وأشارت الهيئة إلى تقارب بطيء في فجوات المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، قائلة إن "نقاط الخلاف الرئيسية تتمحور حول عدد أيام وقف إطلاق النار وعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم".
تحركات ومواقف عربية ودولية
في غضون ذلك، جددت دولة قطر دعوتها لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم إسرائيل، مدينة بشدة قصف تل أبيب للمستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.
واعتبرت الخارجية القطرية ذلك القصف "امتدادًا لنهج الاحتلال في استهداف المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان في القطاع، وخرقًا سافرًا للقوانين والاتفاقيات الدولية".
من جانبه، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الغرب يحاول "تبرير" جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مضيفًا أن الدول الغربية تجمعها "الأخوة في الأكاذيب" مع إسرائيل وهو ما وصفه بأنه شيء "مخز".
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمام وفد يضم وزراء خارجية دول عربية ومسلمة، أن الصين تريد العمل على "استعادة السلام" في الشرق الأوسط.
وقال وانغ في كلمته الافتتاحية في بكين: "فلنعمل معًا لتهدئة الوضع في غزة سريعًا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت".
من جانبه، سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة افتراضية لدول مجموعة "بريكس" غدًا الثلاثاء مخصصة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون صحيون في قطاع غزة اليوم الإثنين وصول أول مستشفى ميداني أردني مع طاقم طبي منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر المنصرم عبر معبر رفح عند الحدود مع مصر.
وأكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، أن المستشفى سيقام "في محيط مستشفى ناصر في خانيونس في جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين".
من ناحيتها، أرسلت وزارة الدفاع التركية طائرة إلى مصر الإثنين لإجلاء مرضى من سكان قطاع غزة بهدف تلقيهم العلاج في تركيا. أما إندونيسيا فأرسلت نحو 21 طنًا من المساعدات الطبية إلى القطاع.