Skip to main content

"لا يمكن نسيانها".. عديلة هاشم تنال إعجاب العرب بعد إدانتها لإسرائيل

الجمعة 12 يناير 2024
اعتمدت هاشم في مداخلتها على لغة القانون الدولي الذي لا تجد إسرائيل حرجًا في خرقه - رويترز

وقفت سيدة أنيقة أمام محكمة العدل الدولية، أهم منصة قانونية دولية، وهي محامية اسمها "أديلا هسيم"، كما تنادى في بلادها جنوب إفريقيا، أو عديلة هاشم، كما يحيل أصل الاسم. وصار اسمها أشهر من نار على علم في الساعات الماضية، بعد مداخلة قانونية في المحكمة وصفت بالتاريخية.

وقالت في جزء منها: "يتعرض الفلسطينيون في غزة لقصف قاس، عنيف ومستمر أينما ذهبوا. يُقتلون في منازلهم وفي أماكن الإيواء وفي المستشفيات وفي المدارس وفي المساجد والكنائس".

وأضافت: "كما يُقتلون أيضًا وهم يحاولون إيجاد طعام وماء لعائلاتهم. وقُتلوا عندما لم يتمكنوا من إخلاء منازلهم وقتلوا في الأماكن التي نزحوا إليها. وكذلك أثناء محاولتهم الانتقال عبر الطرق التي أعلنت إسرائيل أنها آمنة".

وتابعت "لقد أصبحت آلة القتل الإسرائيلية ضخمة جدًا إلى درجة دفن من يعثر على جثثهم في مقابر جماعية وغالبًا ما تكون مجهولة".

والمحامية عديلة، جزء من الفريق الذي يمثل مرافعة جنوب إفريقيا في دعواها على إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويبدو أن هذه المرافعة ستعيش طويلًا في ذاكرة من تابعوها لما شملته من قوة في الأدلة، التي وضعت أمام العالم، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الاحتلال يرتكب أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ.

"استنتاج الإبادة الجماعية"

وفي مداخلتها، لم تعتمد عديلة هاشم سوى لغة القانون الدولي الذي لا تجد إسرائيل حرجًا في خرقه، لكنها وجدت نفسها في مأزق يصعب الخروج منه دون إدانة.

"إسرائيل تمارس أفعالًا تظهر نمطًا منظمًا من السلوك الذي يمكن من خلاله استنتاج الإبادة الجماعية"، قالت عديلة. وأضافت أن "الاحتلال جعل الحياة مستحيلة في فلسطين".

وأكدت عديلة أن في غزة يُقتلون بالأسلحة والقنابل الإسرائيلية من الجو والبر والبحر. كما أنهم معرضون لخطر الموت المباشر بسبب المجاعة والمرض، بسبب تدمير المدن الفلسطينية، ومحدودية المساعدات المسموح بدخولها، واستحالة توزيع المساعدات مع سقوط القنابل.

من هي عديلة هاشم؟

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالسؤال: من تكون صاحبة هذه المرافعة القانونية القوية التي تنتصر للحق الفلسطيني وتدين الاحتلال؟

أبصرت عديلة هاشم النور عام 1965 بمدينة دربن الجنوب إفريقية، من عائلة مسلمة.

فقد حصلت على بكالوريوس القانون من جامعة ناتال في نفس المدينة، وانتقلت لإتمام دراستها في الولايات المتحدة الأميركية وتحديدًا في جامعة سانت لويس، حيث حصلت على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه في القانون من جامعة نوتردام في الولايات المتحدة أيضًا عام 2006.

وعملت في المحاماة منذ عام 2003 في جوهانسبرغ، في تخصصات مختلفة منها القانون الدستوري والقانون الإداري، وعرفت بتمثيلها في قضايا معروفة وشاركت في تأليف عدد من الإصدارات القانونية.

معارضة لجدار الفصل العنصري

وتعود علاقتها بالقضية الفلسطينية، إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، وعرفت بمعارضتها الشديدة لجدار الفصل العنصري الذي شيده الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وطالما اعتبرت أن الفصل العنصري في فلسطين أبشع من الأبارتايد في جنوب إفريقيا، كما زارت فلسطين عام 2014 ضمن وفد حقوقي من جنوب إفريقيا.

وقد تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير أيضًا مع مرافعة جنوب إفريقيا التي قدمتها المحامية عديلة هاشم.

وكتب الباحث العماني نصر البوسعيدي: "لا تنسوا من ذاكرتكم المحامية البطلة عديلة هاشم من دولة جنوب إفريقيا التي دافعت بشراسة عن أهل غزة. باركها الرحمن وكل أبطال مرافعة اليوم بمحكمة العدل الدولية".

أمّا دينا فقالت ضمن تغريدة لها: "تذكروا تلك المحامية البديعة التي دخلت التاريخ بمرافعتها العظيمة في محكمة العدل دفاعًا عن فلسطين وغزة".

في حين وصف محمد ولد المحجوب المحامية عديلة هاشم بقوله: "هدوء ورصانة ومنطق مثبت بالحجج والوقائع. شكرًا جنوب إفريقيا".

المصادر:
العربي
شارك القصة