أجبرت ظروف الحصار الطويل والموسّع على غزة سكان القطاع على الاستفادة من أقل الفرص المتوفرة، لسد حاجاتهم وابتكار حلول غير تقليدية لأزماتهم المتراكمة.
وفي هذا الإطار، قامت المهندسة الفلسطينية إيناس الغول بتحويل مواد أولية مثل الخشب والزجاج والجلد إلى مقطر شمسي.
وهذا المقطر هو جهاز يستخدم الطاقة الشمسية لتقطير المياه لإنتاج ماء نقي من مياه ملوثة أو مالحة، من خلال تسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية، مما يؤدي إلى تبخرها ثم يتكثف البخار ليعود إلى الحالة السائلة في شكل ماء نقي.
وقالت المهندسة إيناس بنت خانيونس إن هذا الاختراع يقوم بتحلية مياه البحر عن طريق التقطير عبر تبخير هذه المياه ومن ثم إعادة تكثيفها.
ويحتوي الصندوق الخشبي المغلّف بالزجاج والجلد على فتحات لدخول المياه قبل خروجها عبر طبقة من الفحم النشط لتنقيتها، ويعتبر حلًا عمليًا مبتكرًا في ظل أزمة ندرة المياه الصالحة للشرب، التي يعاني منها أهالي قطاع غزة.
المهندسة الغزية إيناس الغول تبتكر جهازًا لتحلية المياه
ومع تعمد الاحتلال قطع إمدادات المياه في الأراضي المحتلة وتدمير الآبار والخزانات ومحطات التحلية المختلفة، عبّر الأهالي عن أهمية صناعة جهاز سهل الاستخدام وخفيف، يمكن نقله إلى أي مكان بعد أن بلغ عدد النازحين داخل القطاع بسبب العدوان الحالي نحو مليونَي شخص، من إجمالي 2.3 مليون.
وقد تفاعل ناشطون كثر مع المهندسة إيناس الغول واختراعها الهام.
فقال الكاتب معاذ شقور: "الإنسان الغزي المؤمن فتن العالم البائس بصبره وإيمانه وثباته، حيث رأى الناس في هذا النموذج مثالًا على حقيقة الإيمان المقوية للإنسان.. ويأتي هذا النموذج العالي في وقت تعيش فيه البشرية أدنى مراحل انحطاطها وبؤسها".
وكتب مصطفى عمر: "هذا هو الشعب العربي، يطمح للاختراع وتطويع الصعاب، عاشت فلسطين الحرة، وعاش الشباب العربي الحر".
من جهتها علّقت الأستاذة الجامعية ياسمين إسلام، قائلة: "هذا حل، ليس لغزة وحدها بل لكل المناطق التي تعاني من ملوحة المياه في العالم".
أمّا المهندس أحمد الهادي، فكتب: "نحن في حالة حرب، والأفضل أن تكون هذه الحلول والشخصيات في طي الكتمان"، في حين قال الكاتب التركي عز الدين اشكير: "العبقرية الفلسطينية لها اسم وهوية ووطن، دامت العقول المدبرة والحكيمة".