أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة أن المحادثات بين واشنطن وحركة طالبان تواصلت في وقت سابق هذا الأسبوع في الدوحة لمناقشة مسألة المساعدات إثر الزلزال الذي ضرب أفغانستان مؤخرًا.
وتبحث طالبان في أعقاب الزلزال المدمر الشهر الماضي عن طريقة للإفراج عن بعض الاحتياطات الأجنبية للبلاد والمجمدة حاليًا من جانب الولايات المتحدة التي تريد ضمانات بأن الأموال ستخصص لمساعدة السكان،
"مليارات أفغانستان"
وقالت الخارجية الأميركية في بيان لها، إنه خلال الاجتماعات يومي الأربعاء والخميس كررت الولايات المتحدة تعهدًا سابقًا بتقديم 55 مليون دولار على شكل مساعدات جديدة للإغاثة من الزلزال.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قالت في وقت سابق: إن الجهود مستمرة في سبيل "تحريك أموال" من الاحتياطات المجمدة. ويتعلق الأمر بمبلغ 3,5 مليارات دولار من الاحتياطات المجمدة.
وذكر بيان الخارجية الأميركية الجمعة أن "الجانبين ناقشا بالتفصيل الإجراءات الأميركية" بشأن مبلغ الـ3,5 مليارات دولار وهي أموال قال البيت الأبيض الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة تعمل "بشكل عاجل" على تسويتها.
وما جعل المناقشات المالية أكثر إلحاحًا هو زلزال ضرب الأسبوع الماضي شرقي أفغانستان بقوة 5,9 درجات وأودى بأكثر من ألف شخص وتسبب بتشريد عشرات الألوف.
25 منزلا تدمر بالكامل فوق رؤوس ساكنيه.. التلفزيون العربي يرصد آثار الزلزال المدمّر في #أفغانستان تقرير: براء هلال pic.twitter.com/GZJn8l0o4z
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 24, 2022
"حقوق المرأة"
وقالت وزارة الخارجية الأميركية عن الاجتماع الذي ترأسه الممثل الأميركي الخاص لشؤون أفغانستان توماس ويست: إن "الولايات المتحدة أعربت عن تعازيها للخسائر في الأرواح والمعاناة في أفغانستان بسبب الزلازل الأخيرة".
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة أثارت "مخاوف بشأن زيادة التدخل من جانب طالبان في إيصال المساعدات الإنسانية" و"مخاوف بشأن الشفافية في تقديم الخدمات".
ووفقًا لوزارة الخارجية الأميركية، ضغط ممثلو الولايات المتحدة أيضًا على سلطات طالبان في ملف حقوق المرأة الذي يُعتبر نقطة شائكة دفعت واشنطن إلى إلغاء المحادثات في الدوحة في مارس/ آذار عندما أغلقت الحركة مدارس البنات الثانوية في أفغانستان.
وقال البيان: إن "الولايات المتحدة تدعم مطالب الشعب الأفغاني بالسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس والسماح للنساء بالعمل والمساهمة في النمو الاقتصادي للبلاد والتحرك والتعبير عن أنفسهن بحرية".
"الاعتراف"
ولا تعترف الولايات المتحدة بحكم طالبان في أفغانستان منذ أن استولت الحركة على السلطة في أغسطس/ آب 2021.
وتم بعدها تجميد مليارات الدولارات من الأصول المحتجزة في الخارج وتوقفت المساعدات الدولية الغربية التي تعتمد عليها البلاد منذ عشرين عامًا، وأصبحت اليوم تقدم بالقطارة منذ عودة الحركة إلى السلطة.
وتعاني أفغانستان أزمة اقتصادية بعدما جمدت دول مختلفة أصولها المودعة في الخارج وقطعت عنها المساعدات، بينما انهارت العملة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن نصف البلاد مهددة بنقص الغذاء.
وأعلنت حكومة طالبان أنها تبذل أقصى الجهود لمساعدة ضحايا الزلزال وطلبت مساعدة المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي الذي رفض الاعتراف بها حتى الآن.
في فبراير/ شباط الماضي، جمد الرئيس الأميركي جو بايدن سبعة مليارات دولار من أموال البنك المركزي الأفغاني مودعة لدى مؤسسات مالية أميركية، قال إنه سيخصص نصفها لتعويضات طالبت بها عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.