Skip to main content

واشنطن تأمر بإجلاء جزئي لرعاياها.. "انقلابيو النيجر" يرفضون التهديدات

الخميس 3 أغسطس 2023

أعلن قائد المجموعة العسكرية التي استولت على السلطة في نيامي الجنرال عبد الرحمن تياني الأربعاء "رفض كل العقوبات" التي فرضتها دول غرب إفريقيا المجاورة على النيجر و"رفض الخضوع لأي تهديد".

وقال الجنرال تياني في خطاب متلفز عشية ذكرى استقلال المستعمرة الفرنسية السابقة إن "المجلس الوطني لحماية الوطن" يرفض كل هذه العقوبات ويرفض الخضوع لأي تهديد أيًا يكن مصدره"، مضيفًا: "نرفض كل تدخل في الشؤون الداخلية للنيجر".

وكان مسؤول في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، أكد أمس الأربعاء، أن التدخل العسكري في النيجر سيكون "الخيار الأخير" الذي ستطرحه الهيئة لإعادة النظام الدستوري إلى البلاد، بعدما هدّد قادتها باستخدام القوة.

وقال مفوض "إكواس" المكلف الشؤون السياسية والأمن عبد الفتاح موسى: "الخيار العسكري هو الخيار الأخير المطروح، لكن يجب أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال"، وذلك خلال افتتاح اجتماع لرؤساء أركان جيوش دول الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا في أبوجا، يستمر حتى الجمعة.

ويأتي ذلك وسط تواصل تراجع المساعدات الدولية للبلاد، إذ أعلن البنك الدولي أنه أوقف صرف الأموال لعملياته في النيجر، وتوازيًا مع قرار من الولايات المتحدة بإجلاء جزئي لطاقم سفارتها في النيجر، حسبما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركية، فيما تواصل بعض الدول الأوروبية إجلاء رعاياها.

من جهتها، دعت موسكو أمس إلى "حوار وطني عاجل" في النيجر وحذرت من احتمال تدهور الوضع. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لصحافيين: "من بالغ الأهمية الحؤول دون تدهور الوضع أكثر في البلد" مضيفة أن الحوار ضروري من أجل "استعادة السلم الأهلي وإرساء القانون والنظام".

إفريقيا "تضغط" على "انقلابيي النيجر"

وكانت إكواس التي يتولى الرئيس النيجيري بولا تينبو رئاستها حاليًا، قد أمهلت الانقلابيين أسبوعًا حتى الأحد لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة بعدما أطاحه انقلاب 26 تموز/يوليو. وفي ما بدا مؤشرًا الى زيادة الضغط على هؤلاء، فرضت الجماعة إجراءات اقتصادية ولم تستبعد اللجوء الى القوة.

ووصل وفد رفيع المستوى من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى النيجر بقيادة الرئيس النيجيري السابق الجنرال عبد السلام أبو بكر "للتفاوض" مع الانقلابيين، حسب ما أكد أحد المسؤولين في الجماعة الأربعاء في افتتاح اجتماع رؤساء أركان الجيوش في أبوجا.

وأوقفت نيجيريا مد النيجر بالكهرباء تماشيًا مع العقوبات، التي قررتها الدول المجاورة في غرب إفريقيا، فيما أعرب البنك الدولي الأربعاء عن "قلقه" إزاء مساعي إطاحة حكومة منتخبة ديمقراطيًا في النيجر، معلنًا أنه أوقف صرف الأموال لكل عملياته في هذا البلد حتى إشعار آخر. 

قال الجنرال تياني في خطاب متلفز إن "المجلس الوطني لحماية الوطن" يرفض "الخضوع لأي تهديد" - رويترز

عمليات مستمرّة لإجلاء الرعايا من النيجر

في ظل هذا الترقب، تجري باريس وروما عمليات إجلاء لرعايا أجانب من نيامي. وبحلول منتصف يوم الأربعاء أجلي أكثر من 500 شخص بينهم 312 فرنسيًا على متن طائرتين من أربع طائرات فرنسية قررت باريس تسييرها.

وقالت السلطات الفرنسية في رسالة موجهة إلى نحو 1200 فرنسي مسجلين في النيجر: "عمليات الإجلاء التي تقودها فرنسا من النيجر  تقترب من نهايتها".

وقادت باريس كذلك عملات إجلاء رعايا من الولايات المتحدة وكندا وبلجيكا (15) والنمسا وألمانيا ونيجيريا والبرتغال وإثيوبيا ولبنان.

وهذه أول عملية إجلاء واسعة النطاق تنفّذها باريس في منطقة الساحل حيث تزايدت الانقلابات منذ عام 2020. وبرّرت باريس قرار الإجلاء "بأعمال العنف التي تعرّضت لها سفارتنا" الأحد وإغلاق المجال الجوي "الذي يحرم رعايانا أيّ إمكان لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصّة".

لكن الجنرال تياني أكد الأربعاء أنه لا يوجد "أي سبب موضوعي" يدفع الفرنسيين لمغادرة البلاد، مشددًا على أن الرعايا الفرنسيين "لم يتعرّضوا أبدا لأدنى تهديد".

الموقف الأميركي 

من جهتها، قالت وزارة الخارجيّة  الأميركية على موقعها الإلكتروني إنّها أمرت "نتيجة لهذا التطوّر، بمغادرة الموظّفين الحكوميّين غير الأساسيّين في السفارة" مع عائلاتهم. توازيًا، رفعت وزارة الخارجيّة الأميركية مستوى التأهّب للنيجر من الدرجة الثالثة إلى الرابعة، ناصحة جميع مواطنيها بعدم السّفر إلى هناك بسبب الوضع الأمني.

ويتمركز في النيجر نحو ألف جندي أميركي كانوا يؤازرون بازوم في مواجهة عمليات عنف مسلحة في بلاده. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن البيت الأبيض لا يزال يعتبر أن هناك "نافذة" مفتوحة للدبلوماسية لحل الأزمة في النيجر، لكنّه أشار إلى أن الولايات المتحدة "تراقب الأمور على مدار الساعة".

تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من النيجر بعد الانقلاب وسط مخاوف من تدخل عسكري محتمل - رويترز

وتحدّث وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن مع الرئيس محمّد بازوم الأربعاء، مؤكّدًا دعم الولايات المتحدة لإعادة الرئيس المنتخب إلى منصبه، بالاتّفاق مع مجموعة دول غرب إفريقيا (إكواس).

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة ماثيو ميلر في بيان إنّ "الولايات المتحدة ملتزمة إيجاد تسوية سلميّة تتيح للنيجر بأن يبقى شريكًا قويًا في مجال الأمن الإقليمي والتنمية".

وردًا على سؤال خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، قال ميلر إنّه لا يوجد أيّ مؤشّر إلى تهديدات تستهدف الأميركيّين في النيجر أو المنشآت الأميركيّة مثل السفارة. وأضاف: "عمومًا، لا يزال الوضع في نيامي هادئًا، لكنّه يتغيّر".

المصادر:
وكالات
شارك القصة