في أول تعليق بعد المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن الاحتلال "تمكن من تحرير بعض أسراه لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم أثناء العملية".
ويعد هذا التعليق الأول للجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على "العملية الخاصة" التي نفذها الجيش الإسرائيلي في وسط قطاع غزة، وسط أنباء عن مشاركة قوات أميركية خاصة في الهجوم الدموي المروع.
"جريمة حرب مركبة"
وفي سلسلة تدوينات عبر قناته على "تلغرام"، قال أبو عبيدة إنّ "ما نفذه العدو الصهيوني في منطقة النصيرات وسط القطاع هي جريمة حرب مركبة وأول من تضرر بها هم أسراه".
وأضاف: "العدو تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية"، مؤكدًا أن "العملية ستشكل خطرًا كبيرًا على أسرى العدو وسيكون لها أثر سبلي على ظروفهم وحياتهم"، بحسب ما جاء في تدويناته.
من جهته، أفاد مراسل "العربي" أحمد جرادات أن موقع "واللا" العبري نقل عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن وحدة المحتجزين الأميركيين الموجودة في إسرائيل، ساهمت وساعدت في عملية استعادة المحتجزين الـ 4 اليوم من مخيم النصيرات.
كما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي بدورها، تفاصيل إضافية بشأن ما جرى خلال عملية الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين، في العملية التي انطلقت صباح اليوم السبت.
تفاصيل عملية النصيرات
وتقول إذاعة الجيش، بحسب مراسلنا، إن الإسرائيليين الأربعة كانوا محتجزين لدى أفراد في مبانٍ فوق الأرض وليس في أنفاق، وأنه تم القضاء على من قام باحتجازهم في المبنيين.
وكانت القوات الإسرائيلية وتحديدًا الفرقة 98 التي قامت باقتحام المبنيين، قد نفذت عملية عسكرية في منطقة البريج ودير البلح في سياق التحضيرات لعملية الوصول إلى المحتجزين الأربعة في محاولة لتوفير غطاء عملياتي لهذه العملية في مخيم النصيرات.
ويوضح جرادات أن "عملية الوصول كانت سرية.. وخلالها علقت إحدى سيارات الإنقاذ وكانت إسرائيل بحاجة إلى نيران كثيفة من الجو لإخراجها من القطاع".
طبيعة المشاركة الأميركية
وعن طبيعة مشاركة قوات أميركية في عملية اليوم، سواء كانت استشارية أو ميدانية، يشير جرادات إلى أن الحديث لا يدور حول قوة عسكرية بل عن خلية المحتجزين الأميركية الموجودة في إسرائيل.
ويردف مراسل "العربي": "ربما ساعدت هذه الخلية من خلال معلومات استخباراتية، أو دعم لوجستي، ليس واضحًا بعد، فقط تم نقل هذا الخبر عن موقع واللا".
تعليق "حماس"
بدورها، أصدرت حركة "حماس" بيانًا علقت فيه على عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين، والتقرير الذي يفيد بمشاركة قوات أميركية في عملية اليوم.
وقالت الحركة إن "ما أعلنه جيش الاحتلال النازي، من تخليص عددٍ من أسراه في غزة، بعد أكثر من 8 أشهر من عدوانٍ استخدم فيه كافة الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجيّة، وارتكب خلاله كل الجرائم من مجازر وإبادة وحصار وتجويع؛ لن يغيِّر من فشله الإستراتيجي في قطاع غزة".
وتابع البيان: "مقاومتنا الباسلة لا زالت تحتفظ بالعدد الأكبر في حوزتها، وهي قادرة على زيادة غلّتها من الأسرى، كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفّذتها في مخيم جباليا في نهاية الشهر الماضي".
كما أكّدت "حماس" أن ما كشفت عنه وسائل إعلام أميركية وعبرية، عن مشاركة أميركا في العملية "يثبت مجددًا، دور الإدارة الأميركية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي تُرتَكب في قطاع غزة، وكذب مواقفها المعلنة حول الوضع الإنساني، وحرصها على حياة المدنيين".
بايدن يجدد دعمه لإسرائيل
أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد صرح من باريس أن الولايات المتحدة ستواصل العمل حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين في القطاع.
وأضاف بايدن: "لن تتوقف مساعينا حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم".
من جانبه، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا بإطلاق سراح المحتجزين الأربعة.