يستهدف الاحتلال الإسرائيلي محيط المعابر المخصصة لدخول المساعدات الإنسانية ضمن عدوانه المستمر على قطاع غزة لليوم الـ77، وسط أزمة غذائية وصحية تعصف بسكان القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقصف الاحتلال، يوم أمس، محيط معبر رفح من جديد، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين منهم مدير معبر كرم أبو سالم. ولم يكن هذا القصف الأول على محيط المعابر، إذ تعرض معبر رفح لغارة يوم العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتجدد القصف مرتَين في أقل من أربع وعشرين ساعة.
معبر رفح
فمعبر رفح الذي يعد الممر الوحيد لقطاع غزة إلى بقية العالم، تركته مصر منذ مايو/ أيار عام 2018 مفتوحًا معظم الفترات، بعد سنوات من إغلاقه بشكل شبه دائم، وبالتالي فهو الممر الوحيد للغزيين الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وبدأ معبر رفح إدخال شاحنات مساعدات بصورة محدودة بعد إغلاق إسرائيل معبر كرم أبو سالم يوم السابع من أكتوبر، لكنّ الاحتلال فرض آلية تفتيش على الشاحنات بدخولها إلى معبر العوجا لتفتيشها. هذه الآلية عرقلت تدفق المساعدات التي ازدادت كمياتها في الهدنة السابقة كشرط من شروط الصفقة.
ووفق تقارير أممية، استقبل الجانب الفلسطيني من معبر رفح نحو 4600 شاحنة فقط منذ 11 أكتوبر الماضي، وهي كميات لا تلبي سوى 10% فقط من احتياجات سكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية، بحسب وصف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
معبر كرم أبو سالم
وفتح معبر كرم أبو سالم منذ يومين أمام شاحنات المساعدات والشاحنات التجارية للمرة الأولى بشكل جزئي منذ بدء العدوان على القطاع، في خطوة تهدف إلى زيادة شحنات الغذاء والأدوية التي تصل إلى جنوب القطاع المحاصر. وكان ذلك بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية ووكالة "الأونروا".
ويأتي ذلك في وقت تعالت فيه أصوات أممية ودولية لإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة الذي يبدو شماله محرومًا من هذه المساعدات بسبب تمركز الاحتلال هناك وقطعه تقريبًا عن جنوبه.
بينما من المنتظر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مقترح يطالب كلاً من حماس وحكومة بنيامين نتنياهو بإدخال كميات أكبرَ من المساعدات عبر الطرق البرية والبحرية والجوية، ووضع آلية للأمم المتحدة لمراقبة عملية تسليم المساعدات الإنسانية.
وبالرغم من دخول كميات محدودة من الشاحنات التي تحمل مساعدات إغاثية لغزة، فإن تعمد إسرائيل قطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع منذ 7 أكتوبر، فاقم من مأساة نحو مليونين و300 ألف فلسطيني، في وقت يعانون فيه بالأساس من أوضاع متدهورة جراء حصار متواصل منذ 17 عامًا، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء على آلاف النازحين في الشوارع والخيام.