تتواصل في السودان الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما استمرت معاناة ملايين المدنيين في الخرطوم وإقليم دارفور جرّاء الحرب المحتدمة، حيث فشلت الجهود الدبلوماسية في إيجاد مخرج حتى الآن.
وأمس السبت، هزّت طلعات الطيران الحربي ودويّ الأسلحة الرشّاشة المنازل مجدّدًا في الخرطوم، حيث ينزوي المدنيون داخل منازلهم خوفًا من القصف، بحسب ما قال سكان لوكالة "فرانس برس".
إسقاط طائرتين للجيش
في غضون ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع مساء السبت عن إسقاط طائرتين من طراز "سوخوي 24- ميغ" تتبعان للجيش.
وقالت الدعم السريع في بيان: إنّ "عمليات إسقاط طائرات الانقلابيين على يد قواتنا توالت للمرة الثالثة خلال أقل من ثلاثة أيام"، مشيرة إلى تسجيل "عمليات فرار" لقوات الجيش.
ولفتت إلى "تناثر حطام الطائرة الأولى في منطقة الصناعات بأم درمان، فيما سقط حطام الثانية في منطقة الكيلو 40 بالقرب من طريق شريان الشمال"، حسب قولها.
من جهته، أعلن الجيش السوداني، أمس السبت، تصديه لهجوم نفذته قوات الدعم السريع جنوبي العاصمة الخرطوم، فيما اتهمته هذه الأخيرة بقصف أحياء سكنية بالمدينة، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والمصابين المدنيين.
وذكر الجيش في بيان، أن "الميليشيا المتمردة (الدعم السريع) قامت اليوم (السبت) بثلاث محاولات للهجوم على قوات الاحتياطي المركزي (تابعة للشرطة السودانية) جنوبي الخرطوم، تم دحرها وتكبيدها خسائر كبيرة تضمنت تدمير عدد من العربات وقتلى وجرحى".
وأضاف أن "قوات الجيش نفذت عمليات تمشيط ناجحة وعمليات نوعية ببعض المناطق في الخرطوم".
من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع، أمس، الجيش بالقيام بقصف عشوائي لعدد من الأحياء السكنية بالخرطوم، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وقالت القوات في بيان: "تعرضت أحياء شمبات (شمالي الخرطوم) اليوم (السبت)، إلى عمليات قصف عشوائي كثيف بالمدافع الثقيلة من الجيش، وتسبب القصف في مقتل وإصابة عدد من المواطنين الأبرياء وتدمير المنازل والممتلكات الخاصة"، فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش بشأن ذلك.
يوم آخر من القتال
والسبت، تجددت الاشتباكات العنيفة بين طرفي الصراع المستمر منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، في مدينتي أم درمان غربي الخرطوم، وبحري شمالي العاصمة، باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
كما حلّق الطيران العسكري وسمع دوي المدافع وتصاعد ألسنة الدخان واللهب في سماء العاصمة. فيما قالت مصادر عسكرية: إن قوات الاحتياطي المركزي صدت هجومًا واسعا نفذته "الدعم السريع" على مقرها جنوبي الخرطوم من 3 محاور بأكثر من 60 عربة مقاتلة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتياطي المركزي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف "الدعم السريع" يجري العمل على حصرهم.
وأبدت الأمم المتحدة أمس قلقها من "استمرار عمليات القتل العشوائي"، في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، داعية في بيان لها إلى "تحرك فوري"، لوضع حد لهذه العمليات التي تستهدف أشخاصًا فارين من المدينة على أيدي ميليشيات عربية تؤازرها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". وفق البيان الأممي
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي، محادثات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الجانبين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولًا وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات، التي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.