الأحد 3 نوفمبر / November 2024

ردًا على تدنيس القرآن في السويد.. آلاف العراقيين يحتجون في بغداد

ردًا على تدنيس القرآن في السويد.. آلاف العراقيين يحتجون في بغداد

شارك القصة

نافذة إخبارية حول إحراق السفارة السويدية في بغداد (الصورة: غيتي)
أعلنت وزارة الخارجية السويدية نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها بشكل مؤقت من بغداد إلى ستوكهولم لأسباب أمنية.

تظاهر آلاف العراقيين بعد صلاة الجمعة في مدينة الصدر، للتنديد من جديد بحادثة تدنيس المصحف الشريف في السويد، والتي أثارت أزمة دبلوماسية بين بغداد وستوكهولم وموجة إدانات عربية وإسلامية واسعة.

واحتمى المتظاهرون الجمعة من أشعة الشمس بمظلّات، مفترشين سجادات الصلاة في ساحة واسعة في حيّ مدينة الصدر في بغداد، هاتفين "نعم نعم للإسلام، نعم نعم للقرآن".

نقل السفارة السويدية إلى ستوكهولم

وبعد تأدية الصلاة، رفع المئات وغالبيتهم من الرجال، نسخًا من المصحف وصورًا لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، هاتفين من جديد "نعم نعم للقرآن" و"نعم نعم للعراق"، وهم يلوحون بالأعلام العراقية.

وقال مراسل "العربي" شفيق عبد الجبار، إنّ الآلاف شاركوا في الاحتجاجات على تدنيس المصحف الشريف في مدينة الصدر عقب صلاة الجمعة.

وفي نافذة سابقة، أشار المراسل، وفقًا لما نقله عن مسؤولين في التيار الصدري، إلى أن المظاهرة الاحتجاجية ستشهد حرق علمي السويد والمثليين، ورفع نسخ من المصحف الشريف والعلم العراقي ردًا على ما جرى في السويد.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السويدية، اليوم الجمعة، نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل مؤقّت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية، وذلك بعد يوم من إحراقها من قبل متظاهرين في بغداد.

وقالت متحدّثة باسم وزارة الخارجية السويدية في رسالة إنّ "الأمن يمثل أولوية. نُقلت عمليات السفارة وموظفوها مؤقتًا إلى ستوكهولم لأسباب أمنية".

ومنذ يناير/ كانون الثاني الفائت جرى حرق المصحف أو صفحات منه، مرتين في السويد، الثانية في يونيو/ حزيران الماضي، على يد  اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا، ما أثار غضبًا في العالم الإسلامي.

ووسط حماية الشرطة السويدية، قام موميكا أمس الخميس، بدوس المصحف مرارًا أمام مقر السفارة العراقية في ستوكهولم، لكنّه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق أن فعل، فيما احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.

العراق ينفي تعليق عمل شركة إريكسون

وسمحت الشرطة السويدية بهذا التجمع باسم حرية التظاهر، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أنها تتفق مع مضمونه. إلا أن تلك الخطوة أثارت أزمة دبلوماسية خطيرةً بين السويد والعراق الذي طرد السفيرة السويدية وسحب القائم بأعماله من ستوكهولم.

ووصف وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستورم في بيان أمس الخميس ما حدث بأنه "غير مقبول على الإطلاق" وقال إن الحكومة "تدين بشدة هذه الهجمات".

واليوم، أشار مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين إن تصريح عمل شركة الاتصالات السويدية (إريكسون) لم يُعلق، مضيفًا أن الحكومة العراقية ستحترم جميع الاتفاقات التعاقدية التي أبرمتها.

وكانت وسائل إعلام رسمية عراقية ذكرت أن تصريح العمل الخاص بشركة إريكسون في العراق قد جرى تعليقه بعدما استدعت بغداد القائم بالأعمال في السفارة العراقية في ستوكهولم احتجاجا على خطط حرق القرآن الكريم.

أوامر تركية باعتقال راسموس بالودان

وفي سياق متصل، قال وزير العدل التركي يلماز تونج إن بلاده أصدرت أوامر اعتقال بحق السياسي الدنمركي راسموس بالودان وتسعة آخرين يشتبه في قيامهم بحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم في يناير الماضي.

وأضاف تونج: "دعا مكتب المدعي العام إلى إجراء تحقيقات شاملة لتحديد المشتبه بهم وجمع معلومات واضحة عن هوياتهم والأدلة على أفعالهم الإجرامية".

وأدى سماح السلطات السويدية، مرة جديدة، لمتطرّفين بالإساءة إلى القرآن الكريم، إلى اندلاع موجة غضب جديدة في العالمين العربي والإسلامي، حيث استدعت دول عربية وإسلامية سفراء ستوكهولم لديها تنديدًا، بينما أصدرت أخرى إدانات رسمية.

"عمل ممنهج"

وبينما طرد العراق السفيرة السويدية لديه من بغداد، وسحب القائم بالأعمال العراقي لدى السويد، استدعت قطر والسعودية وإيران سفراء ستوكهولم لديها، وسلّمتهم مذكرات احتجاج مندّدة ومطالبة بوقف الاعتداء على مقدسات المسلمين.

وفي السياق أوضح طالب محمد كريم، استاذ الفكر السياسي في الجماعة المستنصرية، أنّ تكرار حادثة الاعتداء على القرآن الكريم في وقت قصير جدًا، يوحي بأنّه عمل ممنهج من قبل لوبي في البرلمان السويدي يضغط من أجل إثارة الكراهية والتطرّف.

وقال كريم، في حديث سابق إلى "العربي"، من بغداد، إنّه لا يمكن السيطرة على مشاعر المتظاهرين الغاضبين من الاعتداء على مقدساتهم، مضيفًا أنّ الحكومة العراقية اعتقلت عشرين شخصًا في إطار التحقيقات في قضية إحراق السفارة السويدية، لكن كل ذلك ولّد أزمة علاقات دولية بين العراق والسويد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close