أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استهداف "خلية" زعم أنها حاولت من جنوب لبنان إطلاق صاروخ مضاد للدروع قرب مستوطنة "أفيفيم"، وذلك وسط تصاعد التوتر والقصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وصادق وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت على خطة جديدة لإجلاء 14 منطقة قرب الحدود مع لبنان، وفقًا لمراسل "العربي".
"ليلة هادئة" في جنوب لبنان
ونعى حزب الله مساء السبت ستة من مقاتليه استشهدوا خلال مواجهات مع الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان، ليرتفع بذلك عدد عناصره الذين استشهدوا منذ نحو أسبوعين إلى 19 شهيدًا.
وقال مراسل "العربي" محمد الحجي من جنوب لبنان، إن المنطقة الحدودية عاشت ليلة قد تكون الأهدأ منذ انطلاقة المواجهات، بعد أن شهدت قصفًا عنيفًا إسرائيليًا مساء أمس، على أطراف بلدات مروحين ومحيط بلدة علما الشعب، وأطراف بلدة عيتا الشعب، استمر لمدة نصف ساعات، بواسطة طائرات الاستطلاع، التي دخلت لأول مرة على خط المواجهات بين الحزب والجيش الإسرائيلي منذ اندلاعها.
مصدر أمني في لبنان قال لوكالة "رويترز"، إن أحد مقاتلي الحزب، استشهد في بلدة حولا اللبنانية مقابل مستعمرة "مرغليوت"، التي قالت إسرائيل إنها كانت هدفًا لهجوم صاروخي مضاد للدبابات.
ولم يقدم حزب الله تفاصيل إضافية عن استشهاد عناصره، معلنًا مسؤوليته عن سلسلة من العمليات على مواقع جيش الاحتلال، ومركبات عسكرية وأفراد في مناطق قريبة من الحدود يوم أمس.
وأعلنت إسرائيل أن جنودها قصفوا خلية كانت تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه منطقة شلومي، وهي مستوطنة إسرائيلية تبعد حوالي 70 كيلومترًا عن "مرغليوت".
استهداف مواقع إسرائيلية
وأفاد مراسل "العربي" في الجنوب، بأن القصف العنيف الإسرائيلي مساء يدل على أن جيش الاحتلال تعرض لضربة عسكرية قوية، وهو ما بدا واضحًا في بيانات متتالية لحزب الله.
وكان الحزب قد أصدر 3 بيانات، يوم أمس، قال فيها، إن عناصره استهدفوا بصواريخ موجّهة "آلية هامر تابعة لقوات الاحتلال في محيط ثكنة دوفيف وأوقعوا أفراد طاقمها بين قتيل وجريح. وعند تقدم دبابة صهيونية باتجاه الموقع المستهدف قام المجاهدون باستهدافها بالصواريخ الموجّهة".
كما ذكر الحزب في بيان آخر بأنه استهدف موقع حانيتا بالصواريخ الموجّهة، وكذلك "قوة مشاة تابعة للعدو في ثكنة هونين المحتلة (راميم) وحقّق فيها إصابات مؤكدة"، وفق بيان آخر.
بدورها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في جنوب لبنان، استشهاد مقاتل خلال المواجهات الحدودية مع جيش الاحتلال.
الأعنف منذ 2006
ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، التي نفذتها كتائب القسام في غلاف قطاع غزة، اندلعت المواجهات الحدودية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، في تصعيد هو الأعنف منذ حرب عام 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان.
ويزيد تصاعد التوتر في المنطقة وخارجها من خطر نشوب صراع أوسع نطاقًا، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لتوغل بري متوقع على قطاع غزة.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أشار إلى أن الحزب يعتبر نفسه شريكًا وأنه دخل المعركة بالفعل، متحدثًا عن نجاح ما يسميه استنزاف الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقله مراسل "العربي".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، قد أكد يوم أمس أن حزب الله قرر المشاركة في القتال.
وشهدت الأراضي الحدودية المحيطة بمنطقة حولا اللبنانية عدة وقائع لتبادل إطلاق النار بكثافة في الآونة الأخيرة، مما دفع إسرائيل قبل أيام إلى إخلاء بلدة كريات شمونة القريبة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم أمس إن إجلاء سكان كريات شمونة سمح للجيش بتوسيع نطاق عملياته ضد حزب الله.