الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد دعمه لإسرائيل.. كيف تتعامل الجالية المسلمة مع موقف بايدن؟

بعد دعمه لإسرائيل.. كيف تتعامل الجالية المسلمة مع موقف بايدن؟

شارك القصة

توقعات أن يواجه بايدن احجاما من المجتمع العربي الأميركي عن التصويت له
توقعات أن يواجه بايدن إحجامًا من المجتمع العربي الأميركي عن التصويت له- غيتي
من المتوقع أن يكون العدوان الإسرائيلي على غزة حاضرًا بقوة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، مما ينعكس سلبًا بشكل كبير على مواقف بايدن التي تدعم إسرائيل.

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن، انتقادات من عرب ومسلمين في الولايات المتحدة، بعد إعلان دعمه لإسرائيل في عدوانها المستمر على غزة تحت عنوان "الحرب على حركة حماس".

وتطالب هذه الشريحة الواسعة في المجتمع الأميركي من الإدارة الأميركية، بذل المزيد من الجهد لمنع أزمة إنسانية أكبر في قطاع غزة وإلا سيخاطر بايدن بخسارة تأييدهم في انتخابات الرئاسة المرتقبة لعام 2024.

وقال أكاديميون ونشطاء وشخصيات في المجتمع ومسؤولون في الإدارة، إن العديد من العرب الأميركيين، يشعرون بالاستياء من أن بايدن لم يضغط من أجل إعلان أي هدنة إنسانية، رغم المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين، حتى وهم يفرون من القصف والضربات الجوية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم التاسع عشر على التوالي، وسط تصاعد الدعوات الدولية إلى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المحاصر، حيث بلغ عدد شهداء هذا العدوان منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 6546 شهيدًا بينهم 2704 من الأطفال، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة في القطاع. 

تغيير المشهد الانتخابي

وتنامي هذا الاستياء داخل المجتمع الأميركي من شأنه أن يؤثر على مساعي بايدن الديمقراطي لإعادة انتخابه رئيسًا، حيث تظهر استطلاعات رأي إنه سيتنافس مجددًا على المنصب مع المرشح الجمهوري الأبرز دونالد ترمب.

وفي ولايات احتدمت فيها المنافسة مثل ميشيغان ساهمت أصوات العرب الأميركيين، بنحو 5%، وفي بنسلفانيا وأوهايو بما بين 1.7% و2%، وذلك وفقًا لما ذكرة جيم زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي.

وفاز بايدن في ميشيغان في انتخابات 2020، بحصوله على نسبة 50.6%، مقابل حصول ترمب على 47.8%، وفي بنسلفانيا حصل بايدن على 50.01%، مقابل حصول ترمب على 48.84%، وهو فارق يقل عن 81 ألف صوت.

ويقول بعض النشطاء إن العرب والمسلمين الأميركيين لن يصوتوا على الأرجح لدعم ترمب، لكنهم قد يحجمون أيضًا عن التصويت لبايدن، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".

ملف "حقوق الإنسان"

وبينما ندد عرب أميركيون بعملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس على غلاف قطاع غزة، قالوا أيضًا إن رد إسرائيل غير متناسب بالمرة وإن بايدن أخفق في التنديد بالقصف، مما دفع الكثيرين للتشكيك في التزامه بوعده لانتهاج سياسة خارجية "محورها حقوق الإنسان".

وانضم مسؤولون أميركيون، أمس الثلاثاء، للأمم المتحدة وكندا في الدعوة إلى هدنة ليتسنى إيصال الغذاء والماء والأدوية للمدنيين الفلسطينيين.

وشددت إسرائيل الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ 17 عامًا، فمنعت الماء عن المدنيين، وقطعت عنهم الكهرباء والوقود.

وانتقد عبد الله حمود، أول رئيس بلدية لديربورن في ميشيغان من العرب الأميركيين، إخفاق بايدن في التنديد بقطع إسرائيل المياه والكهرباء والغذاء عما يزيد عن مليوني فلسطيني في غزة.

وكتب على منصة "إكس": "لم يكن بمقدور أي شيء أن يعدنا لصدمة المحو الكامل لآرائنا والصمت المطبق ممن انتخبناهم لحمايتنا وتمثيلنا، أفراد أسرنا العالقين في غزة تم تجاهلهم، ومطالباتنا بوقف إطلاق النار خفتت وسط تعالي طبول الحرب".

إبادة جماعية في غزة

وقال البيت الأبيض إن بايدن ومسؤولين أميركيين آخرين ضغطوا مرارًا للإفراج عن أميركيين محتجزين في القطاع، وقال بايدن أمس الثلاثاء إن إيصال المساعدات "ليس سريعًا بما يكفي".

المديرة التنفيذية السابقة لرابطة العرب الأميركيين في نيويورك، ليندا صرصور، قالت لمئات من الحضور في حدث نظمه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، يوم السبت إن المسلمين الأميركيين يجب أن يربطوا أي تبرع سياسي بتغيير السياسات.

ويطالب كثيرون على بايدن أن يضغط بدوره على إسرائيل لوقف هجماتها مؤقتًا، وقال (كير) وهو أكبر جماعة تمثل الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة إن دك إسرائيل لقطاع غزة "وصل الآن لمستوى الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله".

وأضاف أن مسؤولي الحكومة سيكونون "متواطئين في التطهير العرقي في غزة" إذا لم يتدخلوا.

كما أثار مسعى بايدن لتقديم دعم إضافي لإسرائيل قيمته أكثر من 14 مليار دولار الانتقادات الحادة.

"رئيس صهيوني"

وقال سائد عطشان، وهو فلسطيني أميركي يدرس السلام ودراسات الصراع في كلية سوارثمور في ولاية بنسلفانيا، لوكالة "رويترز": "إذا نظرت إلى لغة خطابه فهي لا تصدق، والآن يحاولون ضخ مليارات ومليارات من الدولارات عسكريًا في إسرائيل مقابل نحو 100 مليون من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين".

وعيّن بايدن من العرب الأميركيين والمسلمين في مناصب سياسية أكثر من أي ممن سبقوه في المنصب، كما عين أيضًا أول قاضيين اتحاديين مسلمين، لكن هذا التنوع لم يؤثر على سياسته وهو يصف نفسه بأنه رئيس "صهيوني".

وقال مسؤول في البيت الأبيض من العرب الأميركيين، إن بعض من عينوا من العرب الأميركيين والمسلمين في إدارة بايدن يخشون من رد الفعل الانتقامي، ويقلقون على أفراد عائلاتهم في المنطقة.

بالمقابل، قال البيت الأبيض إنه على دراية ويرد على الانتقادات لسياسته من خلال لقاء مسؤولين في الإدارة وشخصيات من المجتمع، وأشار إلى جهود بايدن علنًا وسرًا لضمان وصول المساعدات إلى غزة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
تغطية خاصة
Close