باشر الجيش الإسرائيلي استعداداته للتحقيق في إخفاقات عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق ما أفاد الإعلام العبري.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية: إن الجيش باشر التحقيق حول الإخفاقات العسكرية والأمنية في يوم السابع من أكتوبر، وأسباب الفشل في التصدي للمقاومة الفلسطينية.
وأوضح ضباط في الجيش أنهم يرفضون الادعاء بأنه لا يُمكن البدء بالتحقيق ما دامت الحربُ مستمرة، ويعتقدون أنه غير مبرر، وأن الوقت قد حان لتشرع هيئة الأركان في التحقيق حول سلوكياتها، بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي.
فشل مستمر
بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن التحقيقات ستشمل كذلك سير العمليات العسكرية خلال الحرب على غزة، والتي دخلت شهرها الرابع من دون تحقيق الأهداف المعلنة الأساسية للاحتلال، سواء بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في قطاع غزة، أو القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية.
يشار إلى أن فريق التحقيق يضم مسؤولين سابقين، بينهم وزير الأمن ورئيس أركان الجيش السابق، إلى جانب الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية وقائد القيادة الجنوبية في الجيش.
وكان تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" السبت الماضي قد كشف تفاصيل مثيرة عن كواليس فشل إسرائيل في توقع عملية "طوفان الأقصى" وصدها، وأفادت مراسلة "العربي" من غلاف غزة كريستين ريناوي بأن التحقيق الذي نشرته الصحيفة الأميركية أخذ حيزًا كبيرًا في الأوساط الإسرائيلية.
وخلصت نتيجة التحقيق إلى أن جيش الاحتلال لم يكن يملك أيّ خطة للرد على أي هجوم كبير تنفذه حركة حماس في مواقع الاحتلال. كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي وقع في فوضى كبيرة، وكان هناك قلة أسلحة، حتى إن القرار الأول الذي خرج من مبنى مقر وزارة الأمن في تل أبيب، صدر بعد أكثر من ساعة من الهجوم.
"لقد فشلنا"
وقتل نحو 1200 إسرائيلي يومها، وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية المئات منهم، ووصفت الصحيفة الأميركية ما حصل على أنه "فشل أقوى جيش في الشرق الأوسط في مهمته الأساسية وهي حماية حياة الإسرائيليين".
وأقر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بفشل الجيش في حماية المستوطنات بمنطقة "غلاف غزة"، خلال عملية "طوفان الأقصى".
وقال هاليفي في حديث سابق نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية خلال لقائه برؤساء السلطات والبلديات التابعة للمدن الجنوبية: "نحن على علم بالفشل. لقد فشلنا في حماية المستوطنات، ولم نكن مستعدين لمثل هذا السيناريو".
وبعد "طوفان الأقصى"، وخلال شهر أكتوبر الماضي، نشر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تغريدة على منصة "إكس" حمّل فيها الجيش والاستخبارات الإسرائيلية مسؤولية الإخفاق في 7 أكتوبر، لكنه ما لبث أن أزال التغريدة.
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد أعلن في جلسة سابقة للكنيست (البرلمان)، أن لجانًا رسمية إسرائيلية ستبدأ في التحقيق بالإخفاق بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ91 على التوالي حيث تسبب القصف بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى مع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب تلك الحرب المستمرة منذ قرابة ثلاثة أشهر، والتي أسفرت حتى يوم أمس، عن استشهاد 22 ألفًا و438 فلسطينيًا، فضلًا عن 57 ألفًا و614 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
