كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن وثيقة سرية تسلمها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أفيغدور ليبرمان الذي كان وزيرًا للدفاع عام 2016، تحذّر من نقل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المعركة إلى الداخل الإسرائيلي.
ويأتي نشر الوثيقة في ظل اتهامات داخلية إسرائيلية لنتنياهو بالتقصير والفشل في "توقع" عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية في مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية داخل غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ماذا تضمنت وثيقة ليبرمان؟
وتتزايد المطالبات داخل إسرائيل بضرورة محاسبة نتنياهو، الذي ألقى المسؤولية عن "الإخفاق الأمني" على أجهزته المخابراتية والاستخبارية، بعد مقتل 1400 إسرائيلي ووقوع أكثر من 250 أسيرًا في أيدي المقاومة الفلسطينية.
وتضمنت وثيقة ليبرمان عبارة تقول إنّ حركة "حماس تخطط لنقل المعركة إلى داخل إسرائيل عبر احتلال المستوطنات وأخذ الرهائن".
وتحتفظ حركة حماس على نحو 250 أسيرًا إسرائيليًا في قطاع غزة، قالت في وقت سابق إن القصف العشوائي الإسرائيلي تسبب بمقتل نحو 50 منهم، بحسب تقديرات كتائب القسام.
"عواقب بعيدة المدى"
وكان ليبرمان قد أوصى نتنياهو في الوثيقة المصنفة "سرية"، بإطلاق مبادرة عسكرية إسرائيلية، قبل منتصف عام 2017، وحذره من تأجيل ذلك، مشيرًا إلى أن التأجيل "سيكون خطأ فادحًا له عواقب بعيدة المدى على إسرائيل".
ورأى وزير الأمن الإسرائيلي السابق أن ذلك يهدف إلى تفادي "آثار العملية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى وعي مواطني إسرائيل وصورتها ومكانتها في المنطقة"، وفقًا لما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
الوثيقة كانت قد تضمنت 11 صفحة، فصّل فيها ليبرمان نوايا حركة "حماس"، وأوضح أن الهدف من عمليتها هو "تدمير إسرائيل بحلول عام 2022، وتحرير كل فلسطين".
وسلط ليبرمان في وثيقته، على تطور القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية، وازدياد عدد مقاتليها، لكن الوثيقة التي صنفت "سري للغاية"، لم تلق اهتمامًا من أي مسؤول إسرائيلي بمن فيهم نتنياهو نفسه.
وكان الجيش الإسرائيلي قد وعد المسؤولين في تل أبيب، بإجراء تحقيق كامل لمعرفة سبب الإخفاق في صد هجوم السابع من أكتوبر، موضحًا أن الهجمات "كانت ممكنة بسبب سلسلة من الإخفاقات" خلال السنوات الأخيرة، "لا لساعات أو أيام أو أسابيع"، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.