روى الفنان الفلسطيني الكوميدي محمود زعيتر تفاصيل اللحظات الأخيرة التي عاشها مع أفراد أسرته داخل منزله، قبل أن تسويه بالأرض غارة جوية إسرائيلية ويستشهد 23 شخصًا من جرائها.
ودمرت الغارة الجوية منزل الكوميدي الشهير في منطقة دير البلح بقطاع غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع. وكانت غالبية الضحايا فيه من النساء والأطفال.
"الفنانة يمنى"
وظهر الفنان الكوميدي بملابس ملطخة بالدماء، في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل، قال فيه: "كنا صائمين وبعدما جلسنا لتناول الإفطار سمعنا دوي انفجار شديد في الشقة أعلى المنزل، ولم أعد أدرك شيئًا حينها، كل ما أعرفه هو أنني عثرت على يمنى، التي تسمي نفسها بالفنانة يمنى"، في إشارة إلى ابنة اخته في أحضانه.
وتحولت حياة الفنان الكوميدي الذي ساهم في زرع الابتسامة على وجوه أهالي غزة، إلى مأساة شأنه شأن آلاف الفلسطينيين الذين يعانون من العدوان المتواصل على غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، ليخسر منزله وينضم لأكثر من مليون ونصف نازح، في مشهد يجسد معاناة القطاع المحاصر.
وزعيتر هو فنان اشتهر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يملك في حسابه على منصة إنستغرام أكثر من مليون ومئتي ألف متابع، إلى جانب قناته على يوتيوب التي تحظى بمشاهدات واسعة.
وزعيتر الذي لطالما أصر على عدم الخروج من غزة، قال في مقطع فيديو آخر: "يريدون منا الخروج من غزة، اللهم لا تجبرني على ترك غزة" قبل أن يجهش بالبكاء.
من هو زعيتر؟
ولطالما نشط زعيتر بتحدي الحرب على طريقته، فنشر في مقاطع فيديو مواساته للأطفال الذين يعانون أهوال العدوان.
كما يقوم الفنان الفلسطيني بمبادرات فردية للتخفيف عن السكان، كتقديم بعض القهوة للنازحين، بطريقة محببة تلقى استحسانًا واسعًا بينهم.
وزعيتر هو من مواليد دير البلح عام 1987، ودرس في جامعة الأزهر بغزة، وتخرج من كلية التجارة فيها، قبل أن تظهر موهبته الفنية، ويثبت نفسه من خلال الأعمال الكوميدية في السنوات الأخيرة، حيث يعد واحدًا من أشهر جيل الممثلين الحاليين في فلسطين.
وشارك زعيتر في عدد من الأعمال الدارمية كمسلسل "الوصية" عام 2018، ومسلسلي "النمر" و"خمسة ونص" عام 2019، واللعبة بجزئيه الأول والثاني عام 2021، وكذلك شارك النجم المصري أحمد مكي في "الكبير أوي" بالجزء السادس عام 2022، وعاد ليشارك في مسلسل اللعبة الشهير العام الماضي.
خسائر الوسط الفني
ويدفع الوسط الفني والثقافي في غزة ثمنًا باهظًا شأنه شأن كل القطاعات الفلسطينية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي، إذ مع دخول الحرب شهرها الرابع، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية تقريرًا قالت فيه إن 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استُشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العدوان على غزة.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن 32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا تضرروا إما بشكل جزئي أو كامل جراء العدوان، كذلك تضرّر 12 متحفًا و2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف، أو ضمن المجموعات الشخصية و9 مكتبات عامة و8 دور نشر ومطابع.
وذكرت الوزارة في تقريرها أن جيش الاحتلال يعمد إلى تدمير الميادين العامة وهدم النصب والأعمال الفنية فيها، إلى جانب تدمير الجداريّات الفنية في الأماكن العامة، وعلى طول شاطئ بحر مدينة غزة، ذاكرة أن طواقمها رصدت تدمير 27 جدارية فنية.
