بدأت قبل ظهر الثلاثاء في مدينة تبريز في شمال غرب إيران مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي توفي الأحد في حادث تحطم مروحية في منطقة جبلية وعرة.
وأظهر التلفزيون الرسمي آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في وسط مركز محافظة أذربيجان الشرقية حاملين صور الرئيس والضحايا السبعة الآخرين في الحادث.
وفقد الاتصال بالمروحية التي قضى كل من كان فيها، وأبرزهم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أثناء عودتها بعد ظهر الأحد إلى تبريز، بعد مشاركة الوفد الإيراني في مراسم تدشين سدّ عند الحدود مع أذربيجان حضره الرئيس الإيراني، ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف.
الآلاف يحتشدون حاملين صور رئيسي والضحايا السبعة الآخرين
وبعد عملية بحث طويلة وشاقة في ظروف مناخية صعبة شاركت فيها عشرات فرق الإنقاذ الإيرانية بمساعدة فرق تركية مزودة كاميرا مخصصة للرؤية الليلية والحرارية، عثر في وقت مبكر صباح يوم أمس الإثنين على حطام الطائرة عند سفح جبلي في منطقة حرجية وعرة. وأعلنت الحكومة الإيرانية بعيد وقت وجيز أن رئيسي ومرافقيه "استشهدوا".
وضم الوفد رئيسي وأمير عبداللهيان، إضافة الى إمام الجمعة في مدينة تبريز آية الله علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري يوم أمس الإثنين، بفتح تحقيق في سبب تحطّم المروحية.
حداد في إيران بعد وفاة رئيسي وعبد اللهيان
وبعد إعلان مقتل رئيسي، قدمت العديد من الأطراف الدولية والإقليمية تعازيها لطهران، من الولايات المتحدة العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، إلى الاتحاد الأوروبي وفرنسا. كما وقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت حدادًا على رئيسي وأمير عبداللهيان.
وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الحداد خمسة أيام في إيران، بينما تجمّع الآلاف في مدن كبرى مثل طهران ومشهد (شمال شرق) التي يتحدر منها رئيسي، للصلاة والدعاء للرئيس الراحل ومرافقيه.
وأوكل خامنئي الذي طمأن بعد الحادث أنّ إدارة شؤون البلاد لن تُصاب بأيّ خلل"، محمد مخبر مهام رئيس الجمهورية.
وينصّ الدستور على أن يتولّى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام الرئيس في حال الوفاة، على أن يعمل بالتعاون مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية، على إجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون 50 يومًا بعد الوفاة. وذكر التلفزيون الرسمي الإثنين أن الانتخابات ستجرى في 28 يونيو/ حزيران.
وعُيِّن علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيرًا بالوكالة خلفًا لأمير عبداللهيان.
وبعد مراسم التشييع الثلاثاء، سيُنقل جثمان رئيسي إلى مدينة قم وسط إيران، قبل الانتقال إلى طهران حيث من المقرر أن يؤدي خامنئي الصلاة على الجثامين ليل الثلاثاء، عشية مراسم وداع مهيبة تقام في العاصمة الأربعاء.
وسينقل جثمان رئيسي بعدها إلى محافظة خراسان الجنوبية في شرق البلاد، وسيوارى الثرى مساء الخميس في مسقطه مدينة مشهد حيث مرقد الإمام علي الرضا.
وتولى رئيسي رئاسة الجمهورية بعد فوزه في انتخابات العام 2021.
وبعد مسيرة طويلة في النظام السياسي للجمهورية الإسلامية خصوصًا السلطة القضائية، كان اسم رئيسي، وهو رجل دين، يتردد ضمن المرشحين المحتملين لتولّي منصب المرشد الذي يشغله خامنئي (85 عامًا) منذ 35 عامًا.
وخلف رئيسي في رئاسة الجمهورية المعتدل حسن روحاني، الذي أبرم في عهده اتفاق العام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي أتاح رفع عقوبات عن طهران لقاء تقييد نشاطاتها النووية. الا أن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب سحب بلاده أحاديًا منه في 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.