اختتمت فرنسا، أمس الجمعة، حملة انتخابية سادها توتر شديد، قبل يومين من انتخابات تشريعية تاريخية تخرج منها البلاد إما تحت سيطرة اليمين المتطرف، وإما غارقة في حالة من البلبلة السياسية غير المسبوقة.
وانتهت الحملة الانتخابية رسميًا في منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وسط حالة انقسام وشرذمة كبيرة في بلد يعتبر واحدًا من ركائز الاتحاد الأوروبي، بعد سبع سنوات من رئاسة إيمانويل ماكرون.
اكتشاف لوبان
ويساعد جوردان بارديلا في توجيه حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، نحو أول فرصة حقيقية له للوصول إلى السلطة، وهو الوجه الجديد المنطلق لحزب سعى إلى تحسين صورته، وتوسيع نطاق شعبيته خلال السنوات الماضية.
ويدين بارديلا (28 عامًا) بصعوده الأولي إلى رهان السياسية البارزة مارين لوبان، التي كانت تتطلع إلى بث حياة جديدة في حزبها عندما جعلت بارديلا، الذي كان حينئذ غير معروف ويبلغ من العمر 23 عامًا، مرشح حزب التجمع الوطني الرئيسي عام 2019 على بطاقة الانتخابات الأوروبية.
وأتت هذه المقامرة بثمارها، حيث سيصبح بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني الآن، أصغر رئيس وزراء لفرنسا إذا فاز الحزب بالأغلبية في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية غدًا الأحد. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية غير مرجحة، لكنه قال إنها شرطه لقبول رئاسة الوزراء.
ومع ذلك، يبدو أن الحزب لا يزال في طريقه للفوز بغالبية الأصوات. ويُنظر إلى بارديلا على نطاق واسع على أنه رئيس وزراء محتمل في المستقبل إذا ظل حزب التجمع الوطني في الصدارة.
ابن من أم مهاجرة
ووفقًا لمقابلات مع ستة ممن يعرفونه، يعود صعود بارديلا جزئيًا إلى مواهبه السياسية النادرة، لكنهم قالوا إن ذلك يرجع أيضًا إلى الاستثمار فيه من قبل حزب تجري إدارته بكفاءة متزايدة، بينما يسعى إلى التخلص من سمعة العنصرية، ومعاداة السامية التي التصقت به
ونشأ بارديلا في منطقة سين سان دوني الفقيرة متعددة الأعراق شمالي باريس، وقال إن تجربته كابن لأم عازبة مجتهدة من إيطاليا حفزته لفترة طويلة على دخول السياسة.
وانضم بارديلا بداية إلى جناح الشباب بحزب التجمع الوطني. وقالت ماتيلد أندرويت، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجمع الوطني التي تعرفت على الشاب بارديلا في عامي 2012 و2013، إن إمكاناته كانت واضحة حتى في ذلك الوقت، عندما أصبحا صديقين، وقالت إن بارديلا "شخص منظم جدًا، ويكاد يكون مولعًا بذلك".
وخلال الحملة الانتخابية، كرر بارديلا شعاره "يد لن ترتعش" متعهدًا بالحد من الهجرة، من خلال زيادة عمليات الترحيل ومراقبة الحدود. كما دعا إلى خفض مدفوعات الرعاية الاجتماعية للأسر، التي تضم شبانًا اعتادوا على ارتكاب الجرائم.
ووفق خبراء؛ تشهد فرنسا اليوم دعوات إلى تدشين تجربة جديدة "للتعايش" لتجمع بين الرئيس ايمانويل ماكرون وبارديلا، بينما تتفاوت التقديرات بشأن احتمالات التعثر والنجاح.