كشف الطبيب الأميركي فيروز سيدهوا العائد من قطاع غزة عن أهوال الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأفاد في حديث إلى "التلفزيون العربي" من كاليفورنيا بأن إسرائيل استهدفت النظام الصحي والعاملين فيه. وقال: "كان هناك وضوح في استهداف إسرائيل للأطباء والممرضات والمرضى. كما يتلقى رؤساء الأقسام في المستشفيات رسائل تهديد بشكل مستمر وقتل عدد منهم".
واعتبر الطبيب الأميركي أن ما يحصل "مقصود بشكل واضح وليس حادثًا".
الاحتلال تقصّد استهداف المستشفيات والأطفال
ولفت إلى أن استهداف القوات الإسرائيلية للمستشفيات في قطاع غزة "أمر غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ الحروب".
كما أشار الطبيب إلى أنه شهد عنفًا "مقصودًا" من قبل إسرائيل ضد الأطفال في قطاع غزة حيث يُطلق النار على رؤوسهم. وقال: "رأينا أطفالًا يقتلون عن قصد".
ولفت سيدهوا إلى أنه حصل على 45 توقيعًا من أطباء أميركيين عمل بعضهم في مستشفيات الإندونيسي والشفاء والأوروبي و"الكل رأى الأمر نفسه، أن الأطفال يُقتلون بشكل يومي ومستمر".
وأوضح أن عدد الأطفال الذين تأكد مقتلهم في غزة هو حوالي 8000، لكن الرقم الحقيقي أكثر بكثير.
سوء تغذية حاد
كما أفاد الطبيب الأميركي في حديثه إلى "التلفزيون العربي" بأنه شهد على ما يعانيه الفلسطينيون ولاسيما في غزة من سوء تغذية حاد.
وقد باتت المستشفيات، التي تعاني من نقص في الأدوية والمعدات والوقود، مكتظة بسبب نزوح الفلسطينيين من الشمال إلى خانيونس ورفح.
وأوضح الطبيب أنه عندما كان يعمل في المستشفى الأوروبي، كانت ممرات المستشفى مليئة بالمرضى والمصابين والعائلات التي تبحث عن أمان بعد أن دُمّرت منازلهم.
وبشأن إجراء الأطباء في غزة عمليات جراحية بلا تخدير، قال الطبيب الأميركي: "لا سبب على هذا الكوكب يجعل الأطفال يخضعون لعمليات جراحية من دون تخدير". وقال: "ليس هناك تفسير لهذا الأمر، هذا أمر بربري ويعني أن الأطفال يعانون بشكل مستمر" .
وروى الطبيب أنه عندما كان في المستشفى الأوروبي ساعد في تشكيل فريق لمعالجة الجرحى حيث كان هناك حوالي 250 شخصًا بحاجة إلى علاج جروحهم بشكل يومي.
وشرح أن الأطباء أعطوا مخدر الكتامين للجرحى وهو ليس آمنًا، لكن لم يكن أمامهم أي طرق أخرى لعلاج الأطفال والمصابين.
وأوضح أنه أرسل مقالًا طويلًا لصحيفة "بوليتيكو" يضم 20 ألف كلمة ويتضمن تحليلًا مفصلًا جدًا بشأن ما يحصل في قطاع غزة. لكنه لفت إلى أن الصحيفة لم تنشر المقال كاملًا.
وأكد أن ما يحصل في غزة من معاناة ومجاعة، يحصل على مرأى المنظمات الدولية التي حذّرت من مجاعة في غزة منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما حذّرت "هيومن رايتس ووتش" من أن إسرائيل تستخدم المجاعة سلاحًا في القطاع. ويعتبر الطبيب أن ما يحصل في القطاع يجب أن يتوقف ولهذا الهدف قام بكتابة المقال بالاشتراك مع طبيب آخر.