الأحد 27 أكتوبر / October 2024

الناتو يبحث أمن البحر الأسود.. روسيا تكثف قصفها على أوديسا

الناتو يبحث أمن البحر الأسود.. روسيا تكثف قصفها على أوديسا

شارك القصة

"العربي" يرصد الهجمات الروسية على أوديسا وأهدافها (الصورة: تويتر)
تواصل روسيا استهداف مدينة أوديسا موقعة إصابات بشرية ومادية في حين يسعى الرئيس الأوكراني إلى بحث ملف أمن البحر الأسود مع الناتو.

قصفت القوات الروسية مجددًا مدينة أوديسا الأوكرانية الساحلية، ليل السبت الأحد، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل، في هجوم نُفّذ قبل ساعات من اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الحليف البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

ويجتمع الزعيمان اليوم الأحد في سانت بطرسبرغ (شمال غرب)، ويناقشان خصوصًا "الشراكة الإستراتيجية والتحالف" بين موسكو ومينسك، وفق بيان نشره الكرملين الجمعة، وذلك بعد أن أدى لوكاشينكو، قبل نحو شهر، دور الوسيط بين الكرملين ويفغيني بريغوجين أثناء التمرد الفاشل لمجموعة فاغنر في روسيا.

معالم أوديسا 

وتستهدف روسيا بانتظام مدينة أوديسا التي أُدرج مركزها التاريخي في لائحة اليونسكو للتراث العالمي المعرّض للخطر. وقد شكّلت المدينة هدفًا لهجوم جديد ليل السبت الأحد أدى إلى مقتل مدني، حيث كتب حاكم المنطقة أوليغ كيبر، فجر اليوم الأحد، على تيليغرام: "للأسف قُتل مدنيّ نتيجة الهجوم الإرهابي الليلي للروس على أوديسا".

وتحدث كيبر عن "هجوم روسي عند الساعة 3:00 بالتوقيت المحلي"، قائلًا: "في أوديسا، ثمة 18 ضحية بينهم أربعة أطفال"، مضيفًا أنه تم "نُقِل 14 شخصًا إلى مستشفيات في المدينة، ثلاثة منهم أطفال".

وكان كيبر تحدث في بادئ الأمر عن "أضرار لحقت ببنية تحتية مدنية وبمبان سكنية وبمؤسسة دينية". وأظهر مقطع فيديو نشرته رئاسة بلدية المدينة على تيليغرام تضرّر كاتدرائيّة التجلّي في أوديسا.

"ليلة جحيم"

ويطالب رئيس الإدارة الرئاسيّة أندريه يرماك بـ"مزيد من أنظمة الصواريخ الدفاعيّة" والصواريخ التكتيكيّة لأوكرانيا، بعد أن عاشت أوديسا خصوصًا الخميس الماضي "ليلة جحيم"، حيث اتهمت كييف موسكو باستهداف البنية التحتية للموانئ تحديدًا، لمنع أي استئناف محتمل لصادرات الحبوب الأوكرانيّة.

وتقع أوديسا على البحر الأسود وهي مدينة إستراتيجية للعبور البحري في المنطقة، وقد أدانت اليونسكو "بشدة" الجمعة الضربات الروسية على "عدد من المتاحف" والمباني التاريخية التي "تعرضت لأضرار" في وسط المدينة، فيما أكد الجيش الروسي أنه لا يستهدف سوى مواقع عسكرية.

ويأتي هذا الهجوم الليلي الجديد أيضًا غداة هجوم بمسيّرة أوكرانية فجّر مستودعًا للذخيرة في شبه جزيرة القرم، ما استدعى إجلاء سكان المناطق المحيطة، وتعليق حركة السكك الحديد في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014. 

أمن البحر الأسود

بموازاة ذلك، سيبحث حلف شمال الأطلسي مع أوكرانيا خلال الأيام المقبلة الوضع الأمني في البحر الأسود، وذلك بناء على طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكانت أوانو لونغيسكو، المتحدثة باسم الحلف، قد أعلنت أمس السبت أن "مجلس حلف شمال الأطلسي-أوكرانيا" الذي تشكل خلال قمة الحلف هذا الشهر سيبحث الوضع، بعد انسحاب روسيا من الاتفاق الذي مضى عليه عام، والذي يشرف على صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

تعدّ أوكرانيا من بين أكبر مصدري القمح وغيره من الحبوب في العالم - تويتر
تعدّ أوكرانيا من بين أكبر مصدري القمح وغيره من الحبوب في العالم - تويتر

وقال زيلينسكي إنه طلب عقد هذا الاجتماع، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للحلف العسكري ينس ستولتنبرغ.

وأوضحت لونغيسكو أن زيلينسكي وستولتنبرغ ناقشا انسحاب روسيا من الاتفاق، و"محاولاتها المستمرة لجعل الغذاء سلاحًا، وهو ما يؤثر على الملايين من المعرضين لمخاطر ذلك في جميع أنحاء العالم".

وأضافت أن الاجتماع سيعقد على مستوى السفراء. بعد أن كان قد حضر الاجتماع الافتتاحي للمجلس، خلال قمة الحلف في فيلنيوس، رؤساء دول أو حكومات.

اتفاق الحبوب

وقال زيلينسكي في خطابه المصور مساء أمس: "لقد انتقلنا إلى مستوى جديد وأكثر تقدمًا في تعاوننا، وهو مجلس حلف شمال الأطلسي-أوكرانيا، ويمكن أن يكون لهذه الآلية تأثير".

وتابع أنه "اقترح على ينس أن ينعقد المجلس دون تأخير لإجراء مشاورات حول الأزمة. سينعقد الاجتماع في الأيام المقبلة. يمكننا التغلب على الأزمة الأمنية في البحر الأسود".

وانسحبت روسيا الأسبوع الماضي من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود المدعوم من الأمم المتحدة، قائلة إن الدول الغربية تجاهلت مطالبها المتعلقة بتذليل العقبات أمام صادراتها من الأغذية والأسمدة. وحذرت من أن السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود يمكن اعتبارها أهدافًا عسكرية.

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث يوم الجمعة إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود "يحتمل أن يهدد ملايين الأشخاص بتفشي الجوع وبما هو أسوأ من ذلك".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close