تواصل إسرائيل عدوانها على لبنان، حيث استهدفت ليل الثلاثاء الأربعاء منطقة الجية الساحلية جنوب العاصمة بيروت، بغارة جوية استهدفت ورشة لتصليح السيارات قرب طريق سريع يربط بين بيروت ومدينة صيدا جنوبي البلاد.
وهذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها إسرائيل الجية، التي تبعد نحو 25 كم عن بيروت، منذ بداية تبادل إطلاق النار مع حزب الله وفصائل أخرى في لبنان قبل قرابة العام، دون أن ترد أنباء بشأن وقوع إصابات جراء الغارة من عدمه.
وقد أفاد مراسل التلفزيون العربي، بأن الورشة كانت فارغة، فيما أحدثت الغارة أضرارًا كبيرة في الورشة والمباني المحيطة.
وأوضح أن المنطقة تضم ورش تصليح تجاورها مبان سكنية، لذا تسبّبت الغارة بتحطم زجاج أغلبها، مشيرًا إلى أن الضربة الجوية سُمعت بوضوح في العاصمة، وكذلك تحليق الطائرات المسيّرة.
غارات وسط البلاد
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية صباح اليوم الأربعاء، أن سهل مشغرة وأطراف سحمر وميدون في البقاع الغربي تعرضت عند الثانية من بعد منتصف الليل لغارة عنيفة.
وسُجل منذ الصباح تحليق مكثّف لطائرة استطلاع فوق لبايا وطريق الجنوب الرئيسية بين كفرمشكي حاصبيا، وبشكل دائري فوق القرى الواقعة جنوب سد القرعون من سحمر إلى الدلافة، للجهة الشرقية من البلاد.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت عدة مناطق، بينها سهلًا في البقاع الأوسط، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في القرى المجاورة.
إلى ذلك، استمر تحليق الطيران الاستطلاعي والمسيّر طوال الليل وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، وصولًا إلى مشارف مدينة صور، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة في سماء المنطقة، بالإضافة إلى القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق الحدودي.
وليلًا أيضًا، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على بلدة العباسية ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة في الممتلكات والمزروعات. كذلك أغار الطيران على بلدات: دير قانون النهر، الحلوسية، شحور، مجدل زون، طيرحرفا، القليلة، صريفا، دبعال وبافليه وغيرها من القرى والبلدات الجنوبية.
وتواصلت حركة النزوح من جنوبي البلاد باتجاه بيروت والمناطق الآمنة، فيما رفعت مستشفيات منطقة صور من جهوزيتها. كما ناشد رؤساء بلديات في المنطقة، مؤسسة كهرباء لبنان، ضرورة إصلاح الأعطال نتيجة الاعتداءات وتزويد القرى بالتيار الكهربائي.
وكانت الغارات الأعنف من نصيب مدينة بعلبك وأطرافها، وللجهة الجنوبية امتدادًا نحو بلدة دورس، وتعرضت بلدات عدة لأكثر من غارة، حيث أشارت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إلى سقوط شهداء وجرحى توزعوا على المستشفيات لتلقي العلاج، ودمار للمتلكات بشتى أنواعه.
خيبة لبنانية من بايدن
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، عبّر وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب عن خيبة أمله أمس، إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الهجوم على بلاده، لكنه قال إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة.
وقال حبيب عن خطاب بايدن في الأمم المتحدة إنه لم يكن قويًا ولا مبشرًا، ولن يحل هذه المشكلة.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها حقًا إحداث فارق في الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بلبنان.
وكان الوزير يتحدث خلال فعالية استضافتها مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، وقال: إن التطورات الأخيرة دفعت ما يقدر بنحو نصف مليون شخص إلى النزوح داخل لبنان، مضيفًا أن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، يأمل في الاجتماع بمسؤولين أميركيين خلال اليومين المقبلين.
وسعى بايدن في كلمته إلى تهدئة التوتر، وقال: إن الحرب الشاملة ليست في مصلحة أي طرف. وأبلغ الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوًا أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنًا، فيما رأى بو حبيب أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى بجدية إلى نهاية للقتال عبر التفاوض، وتهدف بدلًا من ذلك إلى الفوز في ساحة المعركة.
ومنذ صباح الإثنين الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي هجومًا هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومنذ "حرب تموز" عام 2006؛ مما أسفر عن 558 شهيدًا، بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، و1835 جريحًا و27 ألف نازح، وفق أحدث بيانات السلطات اللبنانية.