الخميس 19 Sep / September 2024

رئيسي يؤكد جدية إيران في إحياء اتفاق نووي.. هل تتقدم المفاوضات؟

رئيسي يؤكد جدية إيران في إحياء اتفاق نووي.. هل تتقدم المفاوضات؟

شارك القصة

قراءة في مسار المفاوضات النووية على وقع تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة (الصورة: الأناضول)
رهن الرئيس الإيراني التقدم في المفاوضات باتخاذ خطوات عملية وجدية من قبل أميركا وأوروبا، مشيرًا في الوقت عينه، إلى أن "أنشطة إيران النووية سلمية بالكامل".

اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة بالتقصير، وطالبها باتخاذ قرارات سياسية وعملية خلال مفاوضات فيينا، مؤكدًا في المقابل جدية بلاده في إحياء اتفاق يضمن مصالحها.

ورهن الرئيس الإيراني التقدم في المفاوضات باتخاذ خطوات عملية وجدية من قبل أميركا وأوروبا، مشيرًا في الوقت عينه، إلى أن "أنشطة إيران النووية سلمية بالكامل" وأن "فكرة امتلاك سلاح نووي لا وجود لها في إستراتيجية إيران الدفاعية"، وفق تعبيره.

لا يوجد سقف زمني للمفاوضات في فيينا

وتتفاوض إيران مع الولايات المتحدة في فيينا بصورة غير مباشرة، لكنها لم تغير نظرتها في شأن غياب "حسن النوايا" لدى واشنطن، إذ قال رئيسي في كلمة أمام السفراء المعتمدين لدى طهران أن إدارة جو بايدن أثبتت "إنها كسابقاتها".

وتابع: "عقيدتنا وفقًا لقائد الثورة كانت وما تزال عدم امتلاك سلاحٍ نووي فسلاح كهذا لا ينتج عنه سوى الخراب والدمار وأكبر دليل على ذلك ما حصل في هيروشيما وناغازاكي".

وبينما تضغط الدول الغربية على إيران للتوصل إلى نتائج سريعة في فيينا بحسب طهران، يردّ وزير خارجيتها بأن السقف الزمني للمفاوضات يحدده مدى التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها.

لذلك، وبعيدًا عن التوقيتات، تقول إيران إن انفتاحها على المنطقة ليس تكتيكًا وإنما إستراتيجية. وسواء كان الأمر ارتباطًا بين الملفين النووي والإقليمي أو تأثيرًا متبادلًا، فإن ما يجمعهما هو رغبة إيران في حلحلة العقد القائمة بحسب المراقبين.

إذ يقول مهدي ملكي الخبير في الشؤون السياسية، أن بلاده تعمل "على مبدأ الدبلوماسية المتوازنة عبر التعاون مع جميع القوى المؤثرة ودول المنطقة والجوار"، مضيفًا أن "المحادثات النووية في فيينا ليست أولوية لدى إيران إنما هي جزء من إستراتيجية البلاد الخارجية فقط".

هل رفع العقوبات أمر وارد؟

في المقابل، تستعرض إيران بفخر في ذكرى ثورتها إنجازاتها النووية والعسكرية والطبية والتعليمية وغيرها، رغم غياب الإنجازات الملموسة في الملف الاقتصادي ما يجعله الدافع للكثير من تحركات طهران سواء كان إقليميًا أو دوليًا، فيما يبقى العنوان الأبرز لها هو رفع العقوبات الذي يقيد البلاد.

ويأتي تصريح رئيسي بعد أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة إعفاء إيران من بعض العقوبات، وحول هذا الأمر يتحدث الباحث في الشأن الإيراني نبيل العتوم لـ"العربي" الذي يقول إن طهران تأمل برفع جميع العقوبات التي تصل 1636 عقوبة.

وتابع بأن واشنطن تعهدت برفع حوالي الـ1000 من هذه العقوبات، في حال تم التوافق مع الجانب الإيراني.

لكن العتوم يرى أن مطالبة إيران برفع كل هذه العقوبات هو "أمر غير واقعي لأنه في نهاية المطاف هناك عقوبات تتعلق بالحرس الثوري الإيراني ودعم إيران للإرهاب ودورهما المزعزع للأمن والاستقرار من خلال البرنامج الصاروخي وغيرها".

كما تحدث الباحث في الشأن السياسي عن الضمانات التي تريدها إيران من واشنطن، والتي تضمن فيها عدم انسحاب أي إدارة أميركية قادمة من هذا الاتفاق، "وبينما لا تستطيع واشنطن تقديم مثل هذه الضمانات طلبت طهران من الجانب الأوروبي أن يقدم مثل هكذا ضمانات نيابة عن الولايات المتحدة وهذا أمر غير ممكن"، بحسب العتوم.

ما هي العثرات أمام التقدم؟

بموازاة ذلك، يتطرق الباحث السياسي إلى العثرات في مسار الالتزامات، كاشفًا أن "الإيرانيون لا يتحدثون عن الالتزامات التي ينبغي التوافق عليها كونها تتطرق إلى مجموعة من الالتزامات مثل التصعيد النووي الإيراني خاصة بعد تلويح إيران برفع نسبة التخصيب إلى 90%".

ومنها أيضًا وفق العتوم، زيادة عدد أجهزة الطرد المركزية ورصد المجتمع الغربي لأجهزة جديدة من الجيل الرابع وهو أمر مخالف لما تمّ الاتفاق عليه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من النقاط العالقة بين الطرفين.

وعن الأمل في تحقيق نتائج إيجابية في الجولة المقبلة من المفاوضات، يتوقع العتوم الوصول إلى اتفاق مؤقت بين إيران والدول الضامنة للاتفاق النووي لا سيما أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى مثل هذا الاتفاق.

وأردف: "إذ نلحظ وجود معارضة في الكونغرس الأميركي وحتى من قبل بعض أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذين يطالبون بعرض أي اتفاق يتم إبرامه معهم".

كما تحدث عن استقالة 3 من كبار المفاوضين من الجانب الأميركي وتقديمهم احتجاجًا على طول هذه المفاوضات ومحاولة إيران المماطلة، إلى جانب الضغوطات الإسرائيلية التي تطالب بوضع موعد نهائي لهذه المفاوضات، منبهًا من أن الإسرائيليون سيستمرون في محاولات التخريب عبر استمرار استهداف منشآت حساسة وغيرها من الأمور.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close