بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارًا بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها، قللت صحف أجنبية من فاعلية هذا القرار في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وظروف المجاعة التي يقترب منها سكان القطاع.
فقد أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه نفد صبر قسم كبير من العالم إزاء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم.
"عملية نقل مساعدات مرهقة"
وتحذر الأمم المتحدة من خطر المجاعة في غزة، وأجبر 1.9 مليون شخص على ترك منازلهم، واضطر كثيرون إلى العيش في ملاجئ مزرية ومكتظة في الجنوب أو أجبروا على العيش في العراء.
وفي حين توقفت عند القرار الذي تبناه مجلس الأمن الذي لم يفرض وقفًا ملزمًا لإطلاق النار، ذكرت الصحيفة أنه خلال المفاوضات مع الدول العربية الرئيسية التي تروج للقرار، طالبت الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، وبإيجاد آلية لمنح إسرائيل بعض الدور في برنامج الأمم المتحدة لتفتيش المساعدات إلى غزة.
وأضافت أنه بعد هذا القرار يتعين على شاحنات المساعدات أن تنتقل من مصر إلى معبر كرم أبو سالم ليتم تفتيشها من قبل إسرائيل، ثم تعود إلى مصر وتعبر الحدود إلى غزة وهي عملية قال مسؤولو الأمم المتحدة إنها ستكون مرهقة.
تشكيك بالتعاون الإسرائيلي
بدورها، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن عددًا من أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن خيبة أمل لأن القرار الذي تم التصويت عليه لم يذهب إلى المطالبة بـ"وقف إطلاق النار"، في وقت تتعرض إدارة بايدن لضغوط عالمية ومحلية متزايدة لتخفيف دعمها للقصف الجوي والبري الإسرائيلي على غزة مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الذي تجاوز العشرين ألفا أو ما يعادل واحدا من كل 100 شخص يعيشون في القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن البيت الأبيض ووزير الخارجية أنتوني بلينكن شاركا عن كثب في المفاوضات التي سبقت التصويت على القرار. وقال أحد المسؤولين إن بلينكن لعب دورًا رئيسيًا حتى لا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض.
أما في صحيفة "الغارديان" البريطانية فقد قال جوليان بورجر إن قرار مجلس الأمن الدولي لن يوقف الهجوم الإسرائيلي، ولا يسعى إلى ذلك، فهو يكتفي بالدعوة إلى اتخاذ "خطوات عاجلة" لتهيئة "الشروط" لوقف إطلاق نار مستدام، وهي خطوات مفتوحة للتأويل.
كما شكك بتعاون إسرائيل مع المنسق الخاص للأمم المتحدة الذي سيتم تعيينه بموجب القرار لتنسيق زيادة تدفق المساعدات، مرجعا السبب إلى أن إسرائيل تنظر عمومًا إلى الأمم المتحدة باعتبارها جهة عدائية ومتحيزة.
لكن في الوقت نفسه رأى أن امتناع واشنطن عن التصويت على القرار عادة ما يكون رسالة إلى تل أبيب مفادها أن صبر الإدارة ينفد تجاه كل ما تفعله.
"قرار تم تخفيفه"
من جهتها، رأت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أنه على الرغم من أن قرار مجلس الأمن لم يطالب بوقف فوري لإطلاق النار؛ إلا أنه يحتوي على أول إشارة متفق عليها من مجلس الأمن إلى توقف القتال في المستقبل، لكن مع ذلك أضافت الصحيفة من غير المرجح أن يمنح الكثير من الأمل لسكان غزة الذين يقتربون من المجاعة.
فرنسيًا، قالت صحيفة "لوموند"، إنه بعد خمسة أيام من المفاوضات داخل الأمم المتحدة لتجنب فيتو أميركي جديد، وافق مجلس الأمن الدولي على قرار تم تخفيفه إلى حد كبير خلال المناقشات، لا يدعو إلى وقف إطلاق النار، وهو الشرط الذي رفضته الولايات المتحدة، وفقًا لمطالب حليفتها إسرائيل.
ونقلت عن دبلوماسي مطلع على المفاوضات أن الضغوط التي مارسها بنيامين نتنياهو على البيت الأبيض كانت قوية للغاية، ويضيف أنه بعد أن تم التصويت على آلية المساعدات، ينبغي على الولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل حتى يتم تطبيقها.