ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم الإثنين، أن رئيس الوزراء يتأهب لإقالة وزير الأمن يوآف غالانت، وتعيين رئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر محله، فيما نفى بنيامين نتنياهو هذه الأخبار.
وتتصاعد منذ فترة خلافات بين نتنياهو وغالانت بشأن احتمال شن حرب "واسعة" على لبنان، وعدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس " لتبادل أسرى ووقف إطلاق نار بقطاع غزة.
ونقلت هيئة البث عن مسؤول في مكتب نتنياهو لم تسمه قوله: "يتأهب رئيس الوزراء لإقالة غالانت خلال فترة قصيرة".
وأضافت أن "دائرة نتنياهو تجري مفاوضات مع رئيس حزب اليمين الوطني جدعون ساعر، ليحل محل غالانت".
وحين نشرت هيئة البث هذا الخبر كان غالانت، وهو قيادي في حزب "الليكود" (يمين) بزعامة نتنياهو، يشارك في جلسة أمنية بمقر وزارة الأمن بتل أبيب.
من جهته، نقل مراسل التلفزيون العربي في القدس، عبد القادر عبد الحليم، عن هيئة البث تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، قال فيها: "لأشهر طويلة كنت أطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإقالة غالانت، ولقد حان الوقت بذلك بصورة فورية، فنحن مجبرون على الذهاب إلى السياسة الرادعة في الجبهة الشمالية، وغالانت ليس الشخص المناسب لذلك".
ومنذ أشهر، تدور خلافات أيضًا بين غالانت وبن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف.
خلافات غالانت ونتنياهو
وفي وقت لاحق، نفى مكتب نتنياهو صحة الأنباء المتداولة بقوله، عبر بيان، إن "المنشورات المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة". كما نقلت القناة "12" الإسرائيلية عن مقربين من ساعر لم تسمهم إنه "لا يوجد جديد في الموضوع".
وساعر (57 عامًا) هو قيادي سابق في "الليكود" انشق عن الحزب عام 2020؛ إثر خلافات مع رئيس الوزراء، وأسس في 2021 حزب "أمل جديد" الذي فاز بـ6 مقاعد (من أصل 120) في الكنيست خلال انتخابات في العام نفسه.
وخاض انتخابات 2022 المبكرة بالتحالف مع زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، ضمن حزب "الوحدة الوطنية" الذي حصل على 12 مقعدًا.
لكن في مارس/ آذار الماضي، أعلن ساعر انشقاقه عن حزب "الوحدة الوطنية"، وأسس حزب "اليمين الوطني"، ولديه حاليًا 4 مقاعد في الكنيست.
وازدادت في الأيام الخلافات بين نتنياهو وغالانت؛ على خلفية دعم نتنياهو شن عملية عسكرية واسعة في مواجهة "حزب الله" بلبنان.
والإثنين، قالت هيئة البث إن "غالانت يؤيد استنفاد المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة مع حزب الله، بينما يرغب نتنياهو في شن حملة عسكرية واسعة النطاق".
كما "يرى غالانت أن أي عملية عسكرية في لبنان ستمس باحتمال إعادة المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة)؛ لأن الجيش سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية (لبنان)"، وفق الهيئة.
وزادت بأن "مصادر مقربة من رئيس الوزراء حذرت من أنه ستتم إقالة وزير الأمن إذا استمر في التمسك برأيه".
وأوصى قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، خلال اجتماعات مغلقة، باحتلال شريط أمني عازل في جنوب لبنان، وأكد الجاهزية لتنفيذ هذه الخطوة، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" الأحد.
وفي مارس/ آذار 2023، قرر نتنياهو إقالة غالانت بسبب رفضه لتعديلات قضائية دفعت بها الحكومة، وتقول المعارضة إنها تمثل انقلابًا وتتيح للسلطة التنفيذية السيطرة على القضاء. لكن في الشهر التالي، تراجع نتنياهو عن قرار الإقالة، الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات داخل إسرائيل وأثار قلقًا في عواصم عدة، لاسيما واشنطن الحليف الأبرز لتل أبيب.