على مدار عام كامل من الحرب على غزة، ارتكب جيش الاحتلال العديد من المجازر ضد العائلات الفلسطينية والنازحين في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 41909 فلسطينيين وجرح 97303 آخرين، 60% منهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف تحت الركام.
وحوّل الاحتلال مناطق سكنية كاملة إلى أراضٍ غير قابلة للحياة، وسط تدمير واسع للبنية التحتية.
وتُواصل إسرائيل مجازرها في قطاع غزة، في استهانة بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ما هي أبرز هذه المجازر؟
تُعتبر المجازر الإسرائيلية من الأشنع حول العالم لناحية أعداد الضحايا ونسبة الأطفال والنساء الشهداء، ونوع الأسلحة المستخدمة وخطورتها، وخصوصية الأمكنة المستهدفة والمقابر الجماعية التي خلّفتها. وهذه أبرزها:
1- مجزرة مستشفى المعمداني
بعد 10 أيام من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استشهد أكثر من 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، في قصف الطائرات الإسرائيلية ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة.
ووصف ناجون فلسطينيون من المجزرة ما عاشوه بأنّه "محرقة حقيقية".
وكشف تحقيق لـ"التلفزيون العربي" زيف رواية إسرائيلية اتهمت حينذاك الفصائل الفلسطينية بالمسؤولة عن قصف المستشفى.
وأثار قصف المستشفى إدانات شديدة في عواصم عديدة، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
2- مجزرة كنيسة برفيريوس
بعد ثلاثة أيام على قصف المستشفى المعمداني، قصف جيش الاحتلال كنيسة الروم الأرثوذكس في حي الزيتون بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا بينهم 18 مسيحيًا لجأوا إلى الكنيسة للحماية.
وتُعدّ كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة مفتوحة في قطاع غزة، وتقع جانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة.
وحينها، زعم جيش الاحتلال أنّ طائراته قصفت مركز قيادة وسيطرة تابعًا لـ"حماس" قرب كنيسة الروم الأرثوذكس، بينما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأنّ الجيش قصف الكنيسة أثناء احتماء عشرات العائلات المسيحية بداخلها.
3- مجزرة جباليا
في 31 أكتوبر 2023، استشهد وأُصيب 1000 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية حيًا مكتظًا بالسكان في مخيم جباليا شمال القطاع.
وأقرّ جيش الاحتلال بشنّه ما أسماها غارة "واسعة النطاق" على مخيم جباليا، زاعمًا أنّه تمكّن من اغتيال إبراهيم البياري، قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لحركة "حماس"، بينما نفت الأخيرة ذلك.
4- مجزرة مدرسة الفاخورة
قصفت الطائرات الإسرائيلية في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي كانت تؤوي آلاف النازحين شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 فلسطيني.
ورغم أنّه من المفترض أن تكون المدارس محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، إلا أنّ إسرائيل قصفت مدرسة الفاخورة ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية.
5- "مجزرة الطحين" أو مجزرة دوار النابلسي
في 29 فبراير/ شباط 2024، فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على تجمّع لمئات الفلسطينيين قرب دوار النابلسي جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 118 شخصًا وإصابة 760 آخرين.
وعُرفت المجزرة باسم "مجزرة الطحين"، نسبة إلى أنّ الشهداء والجرحى كانوا ينتظرون وصول مساعدات تمرّ عبر الحاجز الذي نصبته قوات الاحتلال غرب مدينة غزة، حيث كانوا يُعانون من جوع شديد نتيجة نقص الطحين والمواد الغذائية بسبب الحصار المفروض عليهم.
وأقرّ جيش الاحتلال بأنّ قواته أطلقت النار على الفلسطينيين، زاعمًا أنّهم "كانوا يُشكّلون خطرًا" على جنوده.
6- مجزرة مستشفى الشفاء بغزة
بعد حصار دام أسبوعين بين 18 مارس/ آذار و1 أبريل/ نيسان 2024، قتلت القوات الإسرائيلية 400 فلسطيني داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومحيطها.
وتمّ العثور على 3 مقابر جماعية داخل المجمع عقب انسحاب جيش الاحتلال.
7- "محرقة الخيام" أو مجزرة رفح
في 26 مايو/ أيار 2024، استشهد 45 فلسطينيًا بينهم 23 من النساء وكبار السن، وأُصيب نحو 249 آخرين، بعدما قصفت مقاتلات إسرائيلية بعدة صواريخ مخيمًا للنازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وعُرفت المجزرة باسم "محرقة الخيام"، والتي حاول جيش الاحتلال التنصّل من مسؤوليته عنها، حيث زعم أنّه لم يهاجم في المنطقة الإنسانية في المواصي، بينما أكدت "حماس" أنّ "الاحتلال يستمر في استهداف خيام النازحين غرب رفح، مرتكبًا مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى".
وكشف تحقيق لـ"التلفزيون العربي" أنّ جيش الاحتلال استخدم أسلحة أميركية في قصف خيام النازحين في رفح.
8- مجزرة مخيم النصيرات
استشهد 274 فلسطينيًا بينهم 64 طفلًا و57 امرأة، حيث استهدف جيش الاحتلال مخيم النصيرات بقصف جوي ومدفعي في 8 يونيو/ حزيران 2024.
وزعم جيش الاحتلال أنّ العملية جاءت خلال محاولة لإنقاذ 4 أسرى إسرائيليين لدى "حماس".
لكنّ "كتائب القسّام" أعلنت أنّ القصف أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، ومقتل 3 أسرى إسرائيليين لديها.
9- مجزرة مواصي خانيونس يوليو 2024
في 13 يوليو/ تموز 2024، قصفت الطائرات الإسرائيلية منطقة نازحين في مواصي خانيونس التي صنّفها الجيش الإسرائيلي "آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 300 آخرين.
وزعمت وسائل إعلام عبرية، أنّ الهجوم استهدف القائد العام لـ"كتائب القسام" محمد الضيف، لكن الحركة نفت اغتياله في اليوم نفسه.
واعتبرت "حماس" أنّ الادعاءات الكاذبة باستهداف الضيف، هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة.
10- مجزرة مدرسة التابعين
استشهد أكثر من 100 فلسطيني بينهم نساء وأطفال، جراء قصف مقاتلات إسرائيلية مصلى داخل "مدرسة التابعين" في مدينة غزة أثناء صلاة الفجر في 10 أغسطس/ آب 2024.
وزعم جيش الاحتلال أنّه قتل 19 مقاتلًا من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" خلال استهدافه المدرسة، ونشر قائمة بأسماء عناصر من الحركتين، بينما نفت الفصائل الفلسطينية صحة هذه الادعاءات.
من جهته، أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، أنّ قائمة الجيش الإسرائيلي بشأن المستهدفين المزعومين في مجزرة مدرسة التابعين، تضمّ ضحايا في هجمات سابقة ومدنيين معارضين لحركة "حماس".
11- مجزرة المواصي في خانيونس
في 10 سبتمبر/ أيلول 2024، استشهد 40 فلسطينيًا وأُصيب 60 آخرون في قصف للمقاتلات الإسرائيلية على خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس جنوب قطاع غزة.
ووقعت المجزرة في منطقة يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّها "آمنة"، وسبق أن وجّه النازحين للتوجّه إليها.
وخلّف الهجوم حفرًا عميقة بأقطار كبيرة، وتحوّلت إلى "قبر" حيث بقيت جثامين عشرات الشهداء مدفونة تحت الرمال.
وعقب الهجوم، اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الولايات المتحدة بأنّها "شريكة في الجريمة" التي اقترفها الجيش الإسرائيلي لأنّها نُفّذت بأسلحتها المدمِّرة.
وأفاد المرصد بأنّ "تحقيقاته الأولية أظهرت أنّ طائرات حربية إسرائيلية ألقت 3 قنابل من نوع "أم كي84" الأميركية الصنع على تجمّع لخيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس وهم نيام، ما أحدث 3 حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسبّبت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها".